العدد 2797 - الإثنين 03 مايو 2010م الموافق 18 جمادى الأولى 1431هـ

المطلوب تعديل مناهج طب الأسرة وتعزيز الوقاية من السرطان

انطلاق المؤتمر الخليجي السابع للرعاية الصحية الأولية

وزير الصحة لدى حضوره المؤتمر الخليجي السابع للرعاية الصحية الأولية           (تصوير: عقيل الفردان)
وزير الصحة لدى حضوره المؤتمر الخليجي السابع للرعاية الصحية الأولية (تصوير: عقيل الفردان)

أفصح مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي توفيق خوجة عن أن المطلوب حاليّاً في الرعاية الصحية الأولية هو تعديل مناهج طب الأسرة وتعزيز برامج الوقاية من السرطان والتصدي للأمراض غير المعدية.

وأكد خوجة ضرورة استكمال إعداد الخطط التطويرية نحو تطوير طب المجتمع.

من جهتها، أكدت مساعد المدير الإقليمي في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية نعيمة القصير أهمية رصد مخاطر الكوارث وتعزيز تبادل الأنظمة البحثية وتبادل الخبرات ضمن نطاق الإقليم بالإضافة إلى الحاجة إلى توثيق وتبادل الخبرات، مشيرة إلى أن البحرين وسلطنة عُمان نجحتا في تطبيق الرعاية المرتكزة على الرعاية الأولية.

ولفتت إلى ظهور أولويات جديدة للنظم الصحية مثل جائحة أنفلونزا الخنازير وزيادة نسبة كبار السن.

جاء ذلك خلال فعاليات افتتاح المؤتمر الخليجي السابع للرعاية الصحية الأولية تحت شعار: «»رعاية صحية أولية... تحديات وفرص في عالم متغير» الذي أقيم صباح أمس في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج برعاية وزير الصحة فيصل الحمر بمشاركة 97 متحدثاً من مختلف دول العالم بمشاركة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ومشاركين من مختلف الدول.

من جانبه، أكد مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون توفيق خوجة أن منظمة الصحة العالمية تأمل في الشروع في حوار عالي النطاق عن فعالية الرعاية الصحية الأولية كوسيلة لإعادة توجيه النظم الصحية الوطنية، لافتاً إلى أن إحراز التقدم أمر ممكن في جميع البلدان.

وأوضح خوجة أن «هناك الآن فرصاً متاحة للبدء في تغيير النظم الصحية لتأخذ بأسلوب الرعاية الصحية الأولية في جميع دول المجلس، والتحديات المطروحة في هذا الصدد تختلف باختلاف البلدان التي تختلف مستويات الدخل فيها إلا أن هناك قواسم مشتركة بينها، فإن معظم البلدان تملك إمكانية البدء في التحرك نحو الأخذ بأسلوب الرعاية الصحية الأولية ونحو جني ثماره».

في السياق ذاته، قالت مساعد المدير الإقليمي في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية نعيمة القصير إن الرعاية الصحية الأولية هي الركيزة الأساسية لتنظيم النظم الصحية وربطها بالمستوى الأول لتواصل الأفراد والأسر والمجتمعات مع الأقسام الأخرى للنظام الصحي الوطني بما فيها الخدمات العلاجية كالمستشفيات ومرافقها الرعاية التخصصية ومؤسسات التأهيل.

ولفتت إلى أن الرعاية الصحية الأولية هي التي تأتي بالرعاية الصحية إلى أقرب موقع يتخذه الناس موطناً لهم وخاصة الأشد حاجة إليها، وهي لا تقتصر على النموذج الطبي بتقديم التشخيص والعلاج بل تتجاوزه لما هو أبعد من ذلك بكثير، إذ تؤكد تعزيز الصحة لجميع الفئات العمرية من الجنسين من خلال التعاطي مع قضايا اللياقة البدنية والتغذية الصحية ومكافحة تعاطي التبغ ومعاقرة المخدرات.

وتابعت «آن الأوان لأن ننظر إلى الرعاية الصحية الأولية من زاوية شمولية إذ لا تقف عند حدود الأطر التقليدية لوزارات الصحة وللبرامج التي تتخذ من مكافحة الأمراض أساساً لها، بل تتصدى للمحددات الاجتماعية للصحة وهي المحددات المسئولة عن نسبة كبيرة من الأمراض».

إلى ذلك، قال وزير الصحة فيصل الحمر: «يأتي انعقاد المؤتمر الخليجي السابع في البحرين تحت شعار: «الرعاية الصحية الأولية... تحديات وفرص في عالم متغير» تفعيلاً للقرار رقم واحد الخاص بالرعاية الصحية الأولية الصادر عن المؤتمر الخامس والستين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وتأكيدا للتقرير الخاص بالصحة الصادر عن منظمة الصحة العالمية في العام 2008 بعنوان: «الرعاية الصحية الأولية الآن أكثر من أي وقت مضى»، وتفعيلاً لإعلان الدوحة بشأن «الصحة والعافية من خلال النظم الصحية المرتكزة على الرعاية الصحية الأولية» الذي صدق عليه وزراء صحة الإقليم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008م».

وأضاف الحمر أن «من أهم أهداف هذا المؤتمر إبراز التحديات الصحية الحالية واستعراض تجارب دول الخليج والإقليم في الإعداد للتصدي لها، والتعرف على الفجوات في تطبيق مبدأ المساواة في الصحة والعدالة الاجتماعية، والخروج بتوصيات من شأنها أن تيسر الحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة والملبية لحاجات المجتمع وتطلعاته».

وتابع وزير الصحة «تشكل الأمراض المزمنة، وانتشار أمراض معدية جديدة، وازدياد النمو السكاني وازدياد الطلب على الخدمات وارتفاع كلفة الخدمات الصحية، تحدياً حقيقيّاً يتطلب منا انتهاج سياسة صحية وتطبيق نظم صحية متطورة تمكننا من مواجهة هذه التحديات، إذ تواجه نظم الرعاية الصحية في وقتنا الراهن الكثير من التحديات التي قد تهدد استمرارية تقديم الخدمات بالجودة والنوعية المطلوبة».

ووجه الحمر إلى دعوة منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير إلى أن تعمل البلدان على استرشاد النظم الصحية وقرارات التنمية الصحية بأربعة توجهات سياسية عامة تمثل مبادئ الرعاية الصحية الأولية الأساسية، متمثلة في التغطية الشاملة، والخدمات المرتكزة على الناس، وسياسات تمتع الجماهير بالصحة، وسياسة التوجيه عوضاً عن التحكم والمراقبة.

ولفت إلى أن التركيز على بلوغ هذه الأهداف يمكن النظم الصحية الوطنية من أن تصبح أكثر تماسكًا وكفاءة وعدالة وفعالية.

وأكد الحمر ما حققته البحرين في مجال الرعاية الأولية من خلال إنشاء شبكة من المراكز الصحية الحديثة والمؤهلة بالكوادر الصحية المدربة والمتخصصة من أطباء، وممرضين، وفنيين صحيين، ومعززة مجهزة بأحدث التجهيزات والأجهزة التي تقدم خدمات عادلة وشاملة إلى جميع المواطنين والمقيمين وتنتهج مبادئ طب العائلة والمجتمع.

وأشار إلى فخر الوزارة بحصول جميع مراكز الرعاية الأولية فيها على شهادة الاعتماد الكندي في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري لتصبح أول خدمات حكومية معتمدة عربيّاً، لافتا إلى الفرصة التي يحملها المؤتمر في إمكانية الاطلاع على التجارب الناجحة في دول المجلس لمواجهة التحديات والخروج بنموذج أفضل لتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية تتواكب مع المتغيرات الحالية.

من جهتها أفادت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء صحة الخليج ورئيسة المؤتمر مريم الجلاهمة أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون حرص على جعل الرعاية الصحية الأولية على قائمة قراراته وشكل لجنة دائمة تحرص سنويّاً على متابعة تنفيذ التوصيات في دول المجلس كما حرص على إقامة مؤتمر خليجي سنوي يستعرض التجارب الناجحة في دول التعاون وعرض آخر المستجدات.

وعن شعار المؤتمر، قالت الجلاهمة: «اخترنا شعار المؤتمر وهو الرعاية الصحية الأولية تحديات وفرص في عالم متغير» لنستعرض التحديات التي تواجهها الرعاية الأولية ونتداول الفرص المتاحة للتطوير ونستعرض التجارب الناجحة في مواجهة التحديات ونأمل الخروج بالتوصيات التي من شأنها أن تنهض بالرعاية الأولية في دولنا.

على صعيد متصل، ذكرت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر عواطف شرف أنه «ستعرض خلال المؤتمر خمس وتسعون ورقة علمية ما بين عرض شفوي وحائطي وورش عمل وحلقات نقاشية.

وأشارت إلى أن إجمالي المشاركين بلغ حتى الآن أكثر من مئتي مشارك من داخل البحرين وخارجها.

واستطردت «هدفنا تحقيق الأفضل لصحة مجتمعاتنا وانتهاز جميع الفرص ومواجهة التحديات، ومن أهم أولويات هذا المؤتمر حشد الجهود والتشاور لتفعيل هذه الإستراتيجية التي أولاها مسئولو وزارة الصحة كل الاهتمام وساندها التزام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والقائمين على المكتب الإقليمي لشرق المتوسط (EMRO) لمنظمة الصحة العالمية وجميع اللجان الأساسية والفرعية العاملة لإطلاق المؤتمر».

العدد 2797 - الإثنين 03 مايو 2010م الموافق 18 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً