بحسب الأنباء أمس (الثلثاء)، فقد ضربت الكويت عاصفة رملية مسببة توقف حركة تصدير النفط في الكويت وإغلاق المرافئ الثلاثة في البلاد واضطرابات في حركة الطيران، وتسببت الرياح التي تجاوزت سرعتها 60 كيلومترا في الساعة، بالعاصفة الرملية وانخفاض الرؤية إلى ما دون 300 متر في مطار الكويت، وتوقعت الأرصاد الجوية أن تستمر العاصفة حتى اليوم (الأربعاء) إذ شهدت الكويت شتاء جافا للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي زاد من جفاف الرمال وعزز إمكانية أن تحملها الرياح وهو أمر نادر حدوثه في الشتاء لكنه شائع في الصيف حين تصل درجات الحرارة إلى خمسين درجة مئوية.
أما الأنباء من السعودية فقد نقلت أن السعوديين استيقظوا يوم أمس «على إحدى أشد العواصف الرملية التي تتعرض لها العاصمة الرياض منذ عقود، وحولت العاصفة سماء المدينة إلى اللون البرتقالي اللامع وأجبرت الكثيرين على البقاء في منازلهم كما أغلقت بعض الأعمال أبوابها. وقال متحدث باسم الطيران المدني السعودي «إن مطار الرياض أوقف كل رحلاته جراء العاصفة الشديدة، وإنه جرى تعليق الرحلات الجوية التي ستقلع من الرياض لحين تحسّن الرؤية، مضيفا أن الرحلات المقبلة جرى تحويلها إلى مطارات أخرى».
وفي البحرين شهدنا صباح الأمس حرا شديدا وارتفاعا في درجات الحرارة بينما في المساء هبّت رياح باردة مصاحبة بعاصفة رملية حوّلت سماء المنامة إلى اللون البرتقالي على غرار الرياض, الأمر الذي يلفت إلى أن حال الطقس في البحرين والمنطقة عموما يشهد أربعة فصول في اليوم الواحد وهو أمر تكرر في الأسابيع الأخيرة.
مثل هذه الأخبار أصبحت الآن مدار بحث على مستوى أجندة التنمية في العالم؛ إذ أشارت وكالة الأنباء الإنسانية في تقرير لها قبل عدة أيام إلى أن التأثير الأكبر حول تغير المناخ سيقع على المجتمعات الأكثر فقرا، لذلك بدأ التركيز ينصب على بلورة أوجه للتكيف المجتمعي مع تغير المناخ بشكل يساعد المجتمعات الأكثر فقرا والعرضة للخطر في كيفية حصول على التمويل والمعلومات.
وأوضح أحد الخبراء أن التكيف المجتمعي مع تغير المناخ «لايزال مصطلحا طموحا نأمل أن ينطبق على أنشطة التكيف مع تغير المناخ الذي تقوم بها المجتمعات الفقيرة جدا والمعرضة للخطر (والتي غالبا ما تكون في الدول النامية) بمرور الوقت... ونحن لانزال في مرحلة مبكرة جدا لوضع أية منهجية أو تعريفات».
وفي دول الخليج الغنية بالنفط نحن بحاجة إلى أن نلتفت إلى أهمية استحداث وسائل وإجراءات لحماية برامج التنمية من متغيرات الطقس والمناخ في منطقتنا، ولاسيما أن الوعي البيئي في دولنا الخليجية ضعيف جدا، والاهتمام بالبيئة مازال دون مستوى الطموح، بل إن منطقتنا تعتبر من أكثر المناطق التي تتعرض للتلوث، هذا ونحن نعتمد على مياه التحلية للشرب، ونعتمد على مصادر بحرية مهددة بالدفان والتلويث معا.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2378 - الثلثاء 10 مارس 2009م الموافق 13 ربيع الاول 1430هـ