كنت من بين المدعوين ضمن وفد المحافظة الشمالية الذي التقى جلالة الملك أمس في قصر الصافرية، وأودُّ بادئ ذي بدء أن أشكر جلالته لذكره صحيفة «الوسط» بأنها إحدى الوسائل التي يمكن للمواطن الاستفادة منها للوصول برأيه للمسئولين، وأدعو الله أن نكون في «الوسط» عند حسن ظن الجميع، وأن نكون جسرا صادقا في سبيل إعلاء سمعة بلادنا.

جلالته أكد أمس أن ما تم إنجازه في السنوات الماضية جاء وفق ما توصلت إليه المشاورات التي واكبت المتغيرات، وأن تلك الإنجازات اعتمدت على تاريخ البحرين وعلى مبادئ أهل البحرين المتسمة بالخلق والمحبة؛ وذلك لأن البحرينيين لهم مودة لدى الجميع، في الداخل والخارج؛ فالأجنبي الذي يزور البحرين يحب أهل هذا البلد، والبحريني محبوب في الخارج سواء كان وجوده في الخارج من أجل الدراسة أو التجارة أو السياحة أو العلاج. وقال جلالته: «إن التنمية الاقتصادية هدفها المواطن، ونسعى إلى أن نتواصى ببعضنا بعضا، فديننا الحنيف أمرنا جميعا بالاهتمام بالجار الأول والثاني وحتى السابع، وعلماء الدين يؤكدون هذا التعاضد ويدعون إلى التكاتف وقبول المسلمين لبعضهم بعضا لأنهم يتجهون نحو هدف واحد».

وعرّج على تاريخ البحرين بالإشارة إلى ما ورد في تراث العلماء، من أن «البحرين قطعة من الجنة»، وهذا مؤشر على قيمة البحرين المعنوية، مشيرا إلى السعي «لتحقيق المزيد من الإنجازات في هذه الدنيا إن شاء الله، ولكن قد يحدث خلل، لأن الكمال لله، ونحن نستعين بالله وبالجميع للحفاظ على سمعة البحرين التي عُرفت بأنها مركز للعلم والأخوّة والتعايش... والدين هو المعاملة، كما ورد في الحديث الشريف، ونحن جميعا نقبل التعامل مع بعضنا بعضا. ما نسعى إليه هو المحافظة على البوصلة التي توصلنا إلى مزيد من بر الأمان».

وأضاف جلالته: الناس في البحرين يتسمون بالعقلانية، وحتى لو كان هناك تطرف في الخطاب، إلا أنه في النهاية نرجع إلى العقلانية، وما نراه من رجاحة العقل إنما منبعه الخوف من الله والسعي للحفاظ على السمعة الحسنة والاسم الطيب. منوها إلى أن «مكانة البحرين عالية جدا، ولو تلاحظون كيف سارع الجميع لدعم البحرين بشأن التصريحات التي ربما كانت رأيا غير مسئول أو زلة لسان، فقد تضامن الجميع مع البحرين، وحتى المسئولون الإيرانيون تضامنوا مع البحرين، وقد أرسلنا لهم وزير خارجيتنا لشكرهم على ذلك، فالبحرين تحافظ دائما على سيادتها وسمعتها».

وقال جلالته: «إن أي رأي يسعى إلى مصلحة البحرين فالواجب الاستماع إليه... والحمد لله فإن البحرين عزيزة بأهلها، وأهل البحرين هم أهل الجود والطيبة والأخلاق الحميدة، وهذه الثقافة منذ القدم، وإن المواطن حر ويستطيع أن يعبّر عن نفسه، وأن يصل برأيه إلى موقع القرار، إذ لا قيد على حرية التعبير». قضايا عديدة تطرق إليها جلالته يوم أمس، ومن أبرزها «أهمية توجيه الشباب وتوعيتهم وتعريفهم بتاريخ وطنهم العريق تطلعا إلى حاضر أفضل ومستقبل أجمل».