التربية والمتطلبات الأساسية التي تحقق جودة التعليم
في يوم التقيت بمعلم عرف في أوساط مدرسته بالمعلم المتميز في تدريسه وفي الأنشطة اللاصفية التي يقدمها للطلبة، وفي أخلاقه وسجاياه الطيبة وفي علاقاته الإنسانية مع الإدارة والمعلمين والطلبة وأولياء أمورهم والمجتمع المحلي، ومن دون مقدمات قال لي اليوم زارتني لجنة ضمان جودة التعليم في الصف، وأخذ يتحدث عما تطلب اللجنة أن يحققه في حصة واحدة التي مدتها 50 دقيقة، وفي صف عدد طلابه يزيد عن 40 طالبا، في البدء قال نحن مع جودة التعليم ومع تحقيق أهداف هيئة ضمان جودة التعليم بلا شك ولا ريب؛ لأنها راقية في أهدافها، والمعلم الذي يقدر مهنته ويقدسها يسعى جاهدا للوصول إلى أعلى مراتب الجودة في مهنته؛ لأن هذا المطلب وطني قبل كل شيء، ويعلم أن الإبداع هو الذي يؤدي إلى إنتاج أصيل وقيم وأنه هو الذي يعطي الفائدة للمجتمع، ويعلم أن ذلك لا يتحقق إلا بالاهتمام بالفروق الفردية، ويؤمن بوجود تمايز بين مستويات الطلبة، وأن التعليم التعاوني يعطي نتائج إيجابية على المستويين التربوي والتعليمي، وأن هذا الأسلوب من التعليم يحتاج إلى صف عدد طلبته لا يزيد عن 25 طالبا وليس أكثر من 40 طالبا، ويعلم بالطرق والوسائل التي تصلح التعليم في جوانبه المختلفة، ويضيف قائلا: «إن هذا المشروع الرائد لو طبق بآليات محكمة وبقدرات وكفاءات متميزة في المجالين التربوي والتعليمي، ولو وفر إليه كل متطلبات الجودة، من بيئة مدرسية جيدة، وصفوف جيدة في مساحتها وفي مكوناتها التربوية والتعليمية، ومرافق جيدة تتناسب وطموحات الجودة، وعدد الطلبة في كل فصل لا يتجاوز 25 طالبا، والعمل على إيجاد وضع أفضل للمعلم في جوانبه المهنية والاقتصادية والمعنوية والنفسية، ليعمل وهو مطمئن على مستقبله المهني على أقل تقدير، ويريد إذا ما تميز وأبدع في عمله ألا تضيع أو تضيّع جهوده أو تتبعثر والا تتعمد الجهات المعنية إهمالها أو التغافل عنها بأي مبرر كان، يريد أن يرى نفسه في المكان اللائق بكفاءته ومؤهلاته وخبراته، لا يريد أن يرى من هو أقل منه كفاءة وأقل منه خبرة ومؤهلا يترقى إلى المناصب بسرعة فائقة وفي سنوات محدودة، وهو يراوح بمؤهلاته وكفاءاته وخبراته الطويلة مكانه، إذا ما التفت إلى المسألة المهمة، من المؤكد سيعطي نتاجا طيبا ورائعا بكل المقاييس التربوية»، واستدرك قائلا «لم أقصد من وراء كلامي المساس بكفاءة أحد من المنتمين إلى هذا المشروع الرائد، ما قصدته أن المشروع كبير يحتاج إلى كوادر كبيرة في كفاءتها وكبيرة في خبرتها ومؤهلاتها، وكبيرة في نفسياتها وتعاملها مع الهيئتين الإدارية والتعليمية وكبيرة في ماضيها المهني وأسلوبها وكبيرة في فهمها للمشروع وطموحاتها وتطلعاتها المستقبلية وكبيرة في تقييمها الموضوعي، وأما الشخص الذي يتعامل مع المشروع بنظرة غير موضوعية وبعيدة عن الواقعية لن يتمكن من تحقيق ما يصبو إليه المشروع ولو بنسبة متدنية، قلت له: حدثنا عن تجربتك مع اللجنة التي قامت بزيارتك في الصف، قبل أن يتكلم تنهم بقوة، وقال عند زيارة أعضاء لجنة الجودة وجدتهم يحملون في أيديهم ورقة مزدحمة بالمتطلبات الكثيرة التي يريدون معرفتها في حصة واحدة مدتها 50 دقيقة، والتي يحرصون على عدم إطلاع المعلم على محتوياتها لا قبل الزيارة ولا بعدها، وقد استطعت معرفة محتويات تلك الورقة، ورأيتها مقسمة كالتالي:
في البداية يتم تقييم البيئة الصفية من ناحية النظافة والترتيب والوسائل واللوحات وأعمال الطلبة وتأثيرها والتأكد من خلوها من المخاطر وكذلك تقييم جلسة الطلبة، ثم يبدأ الفريق بتقييم أربعة مجالات، المجال الأول: تقييم جودة التدريس (التعليم والتعلم) فيه يقاس الإلمام بالمادة العلمية من خلال الرد على الأسئلة وتقديم أمثلة توضيحية وتوسيع مدارك الطلبة وحماس المعلم أثناء الشرح، يقاس التمكن من اكتساب المهارات والفهم والمعرفة من خلال ربط الجانب المعرفي بالمهاري وتنوع استراتيجيات مثل: حل المشكلات/ التعاوني/ الذاتي/ العصف والتشجيع على الحوار والمناقشة والتدرج في الأنشطة المقدمة، يقاس فيها إدارة الدروس بفاعلية منظمة ومنتجة من خلال البيئة الهادئة وتدريس جيد وإرشادات واضحة والإدارة الصفية وإدارة الوقت، يقاس فيها مشاركة الطلبة وتحفيزهم وتشجيعهم، من خلال جذب الانتباه والتعامل مع المشاكل وتشجيع الطلبة على استخدام التكنولوجيا، يقاس فيها تحدي القدرات لتحقيق التقدم المتوقع من خلال توسيع المدارك واستخدام مهارات التفكير العليا، يقاس فيها استراتيجيات وتوظيف الموارد من خلال الربط بالمواد الأخرى واستخدام الموارد والتكنولوجيا في التعلم وأساليب واستراتيجيات التدريس وتأثيرها على الحماس، يقاس دعم التدريس من خلال الواجبات ومراعاة الفروق في الواجبات التي تعطى للطلبة مع التخطيط لها في كراسة التحضير، يقاس فيها إتاحة الفرصة للعمل معا من خلال توزيع الطلبة في أماكنهم ونوع العمل (ثنائي/ جماعي) وتوزيع الأدوار قبل بدء العمل والعمل بفاعلية، يقاس فيها استخدام التقويم لتشخيص وتلبية الاحتياجات من خلال التقييم المستمر لما يفعله الطلبة والتصحيح بالدرجات كتغذية راجعة وتوجيه أسئلة تشخيصية تختبر الفهم لمراجعة أساليب التدريس والتأكد من استكمال الطلبة للمهام وللواجبات المنزلية، المجال الثاني: التطور الشخصي، ويحوي سبعة مقاييس وسبع متطلبات وهي كالتالي: الانتظام في الحضور، يقيم فيه انضباط حضور الطلبة للصف ومدى انتظامهم وكذلك يقاس فيه الإجراءات ضد الغياب والتأخر.
تنمية الثقة بالنفس: يقيم فيه إعطاء الأدوار القيادية وتعلم الطلبة من بعضهم البعض والتعبير عن الرأي وتحمل المسئولية ومراعاة الفروق الفردية والفرص المتاحة لتولي الأدوار، تنمية التفكير التحليلي: يقيم فيه التفكير الناقد وحل المشكلات ومهارة التفسيرات والتبريرات، العمل معا واحترام مشاعر الآخرين: يقيم فيه توزيع الأدوار في العمل الجماعي والتعاوني وإتاحة الفرص واستماع الطلبة لبعضهم البعض والعلاقة بين المعلم والطلبة والعمل الذاتي، التصرف بوعي ومسئولية: فيه تقيم السلوكيات أثناء الدرس ومدى الاندماج، الشعور بالأمن والتحرر من السلوك الذي يرهب، فيه يقيم الشعور والنفسية العامة للطلبة، وتنمية الاتجاهات والقيم بالإضافة إلى فهم الحقوق والواجبات.
المجال الثالث: الإنجاز الأكاديمي، وجدنا فيه ثلاثة فروع وهي كالتالي يحقق الطلبة المستويات المتوقعة، يحقق الطلبة تقدما عما قبل، فيه يقاس مدى تقدم ما يحققه الطلبة من تقدم منذ بداية الحصة وحتى نهايتها، وتحقيق مستويات تتناسب مع قدراتهم، فيه ينظر إلى ما يحققه الطلبة هل يتناسب مع قدراتهم، مع مراعاة الفروق الفردية داخل الصفوف، وكذلك ملاحظة اكتسابهم للمهارات (القراءة/ الكتابة/ الحساب)، فيه تحدي القدرات، المجال الرابع، الإرشاد: وجدنا فيه سبع نقاط وهي: قيام المعلم بمساندة الطلبة وخصوصا الطلبة الضعاف أو غير المشاركين وأثر ذلك على تطورهم النفسي، قيام المعلم بإعطاء الإرشادات والتعليمات الواضحة للدرس وأثر ذلك على فهم الطلبة، تقديم النصائح الحياتية عند الحاجة إليها خلال الدرس (ربط الحياة)، ارتباط التقييم في نهاية الدرس بتقييم حاجات الطلبة لتلبيتها، التعزيز والتشجيع للاستجابات الصحيحة وتصويب الأخطاء، شعور الطلبة بالرعاية والاحترام مما يوضح العمل في بيئة آمنة، تنوع الأنشطة بحيث تراعى الفروق الفردية وأضيفت إليها دعم الطلبة لبعضهم البعض ومراقبة السلوكيات غير السوية واتخاذ الإجراءات، وأما بالنسبة لأعمال الطلبة يقاس فيه: استمرار وانتظام التصحيح وإعطاء التغذية الراجعة، والكلمات التعزيزية والدرجات، ومتابعة الأخطاء والتنوع في الأنشطة، وأما الاستراتيجيات كما رأيناها في ورقة التقييم تحتوي على المناقشة والحوار، وتمثيل الأدوار، والأسلوب القصصي، وحل المشكلات، وبالنسبة لملف المعلمة يطلب أن يكون فيه ملاءمة خطة التخطيط وزمنه، وفيه التخطيط للواجب البيتي والأنشطة التعاونية المراعية للفروق الفردية، وفيه التقويم الملائم.
ثم أردف قائلا: لو وزعت المجالات الأربعة على أعضاء اللجنة، و كل عضو يقيم مجالا واحدا، يعني ذلك أن تلك المجالات الأربعة تقاس في وقت واحد، بالتأكيد سيكون التقييم نسبيا، ولهذا لن يكون مطابقا للواقع والحقيقة بنسبة كبيرة؛ لأن كل عضو سيقيم حسب رؤيته الخاصة، بعكس لو كان تقييم المعلم في المجالات الأربعة من جميع الأعضاء في وقت واحد، سيجدون اختلافات كبيرة في التقييم من عضو إلى آخر، وقد يجدون العضو الأول يقول إن المعلم في هذا المطلب جيد، والعضو الثاني يقول إنه غير ملائم، العضو الثالث قد يقول إنه مرضٍ، والعضو الرابع قد يقيمه جيد جداً، ولكن سيكون التقييم النهائي أكثر موضوعيا وأكثر إنصافا وواقعية، بخلاف لو اعتمد تقييم كل عضو على حدة، سيكون التقدير النهائي مجحفا للمعلم وبعيدا عن الحقيقة، قلت له: سنترك ملاحظاتك ومقترحاتك يبت فيها أهل الاختصاص، كل ما أستطيع قوله إننا سنقوم بإيصال ما تفضلتم بطرحه في هذا اللقاء، وحسب معرفتنا أنه سيقرأ بتمعن في كل مفرداته وحيثياته من الجهات المعنية بعملية التعليم سواء كانت وزارة التربية والتعليم أو هيئة ضمان الجودة في التعليم، ونحن ننتظر ردود الأفعال الإيجابية.
سلمان سالم
قصة أرسلها إلى أحد الأصدقاء الأعزاء لقرأتها والتعليق عليها. ولشدة عاطفيتها لم أتمالك نفسي وأخذت دموعي تسقط. وسألت نفسي هل نحن بحاجة لمثل هذه القصص من أجل أن نعرف عظمة وأهمية الأم أو الأب في حياتنا. هل نحن بحاجة أن نسمع قصة من هنا وهناك حول الأم مثل قصة موضوعنا هذا الأم ذات العين الواحدة أو الابن الذي قتل أمه وعندما أراد أن ينزل وإذا هو يتعثر ويسقط وإذا بقلب أمه المقتولة يناديه هل تألمت يا ابني... نعم في زمن القلوب القاسية والأبناء الذين لا يعرفون عظمة الأم وما قدمت لهم من تضحيات في حياتهم هم بحاجة لمثل هذه القصص وأشد منها سطوة على الق
العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ
اكتبوا عن الاستثمار
نريدكم ان تكتبوا عن الاستثمار
بدل من هذا الهريج
الكوادر
اعتقد الكوادر التي في الجودة ليس لديها الجودة الكافية .... لذا لدينا اقتراح وهو وضع المديرين في تقييم الدروس وليس مقييم من الجوة مدة تدريسة 4 سنوات في المدارس الحكومة أو المدارس الخاصة ويأتي هذا المقييم من جهة الجودة ينقد المدير في تقييم المعلم
إن المدير لدية إلمام واضح ودقيق في معرفة النقص الذي يعانيه معلميه وكذلك ملم بالمستجدات الحديثة في التدريس
فقط لالالالالا غير يريد المدير قليل من التدريب قبل التقييم
الصورة والأصل؟؟؟
الجودة الفعلية حين تتم زيارة المدارس وتقييمها دون ترتيب مسبق وليس باستعداد المدرسة وانهاك المعلمين والمعلمات بالعمل المتواصل والمتعب والمضني لتحقيق نجاح المدرسة لمدة 3 أيام الزيارة (يعني شوووووو فقط) أليس من المفروض ان تكون سياسة واستراتجية التعليم مطبقة على مدار العام؟؟ أليس الجميع ملزم بتطبيق القيم والمبادىء طوال أيام التدريس؟ أم فقط عند زبارة اللجنة؟ يعد برنامج في الطابور الصباحي للمقيميين؟؟ وتملء جدران وأروقة المدرسة بالشعارات والعبارات المكلفة ماديا فقط للجنة؟؟؟ احكموا ما هذا التقييم؟؟
هكذا تكون الثقة
لم تكن هناك لجنة جودة ولا هم يحزنون عندما زارني مدير المدرسة وكنت متدربا خرج من الفصل وعليه ابتسامة عريضة وقال الله "يعطيك العافية" وربت على عاتقي وسررت بتلك الثقة .. يا وزارة التعليم الخلل ليس في المدرس ولكنه في المدخلات وعليك ان تقومي بتثقيف المجتمع اكثر وان توصلي الرسائل المطلوبة من اجل ذلك . انت مقصرة يا وزارة التربية والتعليم
افقار الجودة للجودة
عندما يستشري الفساد في البلد ليصل للمواقع التي تنادي وتدعي أنها ستصلح البلاد والعباد فهذا قمة الفساد والافساد ، والهيئة لم تسلم من هذا فلا نأمل منها تحقيق الكثير.
تقدمت مؤخرا لوظيفة أخصائي رياضيات للاشراف غلى وضع الاختبارات الوطنية ورفعت الطلب والسيرة الذاتية وقد جاوزت خبرتي 16 سنة قضيت منها 8 سنوات كمعلم أول ،واذا بالمفاجأة أن الوظيفة قد شغلت بمدرس لم تتجاوز خبرته 4 سنوات في التدريس!! ولدر الرماد في العيون أجرت الهيئة مقابلات شكلية لبعض ممن تقدموا ولم يكن لي شخصيا نصيبا منها