قال عدد من المقاولين إن أسعار مواد البناء مازالت تشهد ارتفاعاً في ظل انخفاض الطلب عليها، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة انخفاضاً في الأسعار وخصوصاً بعد توقف عدد من المشاريع.

وقال الباحث الاقتصادي في مجال المقاولات نظام كمشكي: «إن أسعار مواد البناء الأولية مازالت أسعارها مثل السابق، وعلى رغم أن الطلب على مواد البناء انخفض خلال الفترة الأخيرة، فإن الأسعار لم تتأثر نتيجة انخفاض الطلب».

وأضاف في حديث إلى «الوسط» «إن الكثير من المقاولين غير راضين عن أسعار مواد البناء، فهي مرتفعة في ظل انخفاض الطلب عليها، وكان هناك توقع بأن تنخفض الأسعار لا أن ترتفع».

ولفت إلى أن المشاريع المقبلة على البحرين والتي ستعزز موقع البحرين الاستراتيجي ربما تلعب دوراً في ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن هناك تخوفاً من أن ترتفع الأسعار مما سيؤدي إلى تردد أصحاب المشاريع في إقامة مشاريعهم في البحرين بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.

وناشد كمشكي وزير الصناعة والتجارة إعادة النظر في الأسعار، وأن تكون هناك إستراتيجية مقبلة فيما يتعلق بمواد البناء على أن يتم أخذ المعايير والاستراتيجيات المطلوبة في الاعتبار.

وأشار إلى أن المقاولين لم يشهدوا أي انخفاض في الأسعار منذ أيام الأزمة المالية، وخصوصاً أن هناك الكثير من المشاريع المستقبلية التي من المتوقع أن تقام قبل نهاية العام الجاري، مبيناً أن ارتفاع أسعار المواد البناء بنسب أكثر سيؤدي إلى ضياع المشاريع.

إلى ذلك أكد المقاول إبراهيم طاهر أن أسعار مواد البناء أصبحت ترتفع بشكل مطرد، مبيناً أن الحديد من أكثر مواد البناء التي تشهد ارتفاعاً في السعر.

وأوضح طاهر أن سعر الحديد في السابق كان 218 ديناراً، مشيراً إلى أنه أصبح الآن يتراوح ما بين 295 و300 دينار.

ونوه طاهر إلى أن ارتفاع سعر الحديد ليس له مبرر، إذ إن سعر الخرسانة انخفض، مبيناً أن انخفاض سعر الخرسانة يعني انخفاض سعر الحديد، منوهاً إلى أن هذا الانخفاض صاحبه ارتفاع في أسعار الحديد.

وتوقع طاهر أن تنخفض أسعار مواد البناء عموماً خلال الفترة المقبلة، وقال: «قبل عدة أسابيع كنا نتوقع ارتفاع أسعار مواد البناء نتيجة وجود الكثير من المشاريع، إلا أن الكثير من المستثمرين ألغوا صفقاتهم بسبب الشركات الوهمية التي استولت على أموالهم، لذلك فإنه من المتوقع أن تنخفض الأسعار».

وأضاف طاهر «أن أكثر المشاريع القائمة الآن هي مشاريع تم البدء فيها في العام 2009، أما العام 2010 فلم يشهد مشاريع استثمارية، ومن المتوقع أن تبدأ المشاريع في منتصف العام».

إلى ذلك، أوضح مندوب المبيعات في شركة متحدة الأسمنت علي عبدالله أن سعر الأسمنت انخفض خلال الأسبوع الماضي، إذ بلغ سعر كيس الأسمنت ذو 50 كيلواً ديناراً و 700 فلس، في الوقت الذي وصل فيه سعر الطن الواحد 31 ديناراً.

ولفت عبدالله إلى أن أسعار الأسمنت بدأت تنخفض بشكل تدريجي، وذلك لوجود منافسة قوية في سوق الأسمنت، مبيناً أن بعض الشركات بدأت تعلن انخفاض سعر الأسمنت، لذلك فإن الشركات الأخرى أصبحت تبادر في خفض السعر أيضاً.

وتوقع عبدالله أن ينخفض سعر الأسمنت خلال الشهور المقبلة، مبيناً أن المستهلكين يقبلون على الشراء، وأنه لا يوجد بديل عن الأسمنت باعتباره مادة بناء أولية أساسية.

متمنياً عبدالله انخفاض أسعار الأسمنت، وذلك لحاجة المستهلكين له بصورة أساسية بعكس باقي مواد البناء.

أما أسعار الحديد فإنه بحسب الأخبار الاقتصادية؛ من المتوقع أن يشهد ارتفاعاً، إذ إن شح مواد الخام أثر على أسعار الحديد، إذ إن المواد العالمية تتحكم في أسعارها السوق العالمية، فارتفاع أسعار هذه المواد نتيجة لشحها ينبئ بارتفاع أسعار الحديد، ومن المتوقع أن يرتفع سعر الحديد بنسبة 15 في المئة خلال الشهر المقبل.

وعلى رغم ارتفاع أسعار الحديد، فإن الإقبال مازال مستمراً، إذ إن بعض المستثمرين والمقاولين يحاولون تأمين أكبر كمية ممكنة من الحديد وذلك تجنباً لارتفاع أسعار الحديد خلال الشهور المقبلة.

ومن المشار إليه أن أسعار الحديد المستخدم للمقاولات تتراوح خلال هذه الفترة ما بين 290 و300 دينار للطن الواحد