وعلى المستوى الخليجي أعلن الأسطول الخامس الأميركي، في منتصف العام 2009، كما نقل موقع العرب اليوم (www.arabtoday.com) عن مصادرة «قوات التحالف الدولي العاملة في خليج عدن صادرت نحو عشرة أطنان من المخدرات تبلغ قيمتها التجارية 70 مليون دولار. وتمت المصادرة على متن زورق تقليدي أوقفته سفينة حربية بريطانية تدعمها طائرة تابعة لسلاح البحرية الأميركية في خليج عدن على بعد 150 ميلاً بحرياً جنوب شرق صلالة في سلطنة عمان». وليس أدل من انتشار المخدرات في الخليج من تحولها إلى مادة غنية للأعمال الفنية، مثل حلقات الدراما الخليجية «على موتها اغني» من إخراج على العالي وإنتاج «شركة عمران للإنتاج الفني» التي يملكها البحريني عمران الموسوي، والتي تروي، كما يقول الموسوي «قصة حب أساسية ومجموعة من الضغوطات الاجتماعية التي تجعل الوافد العربي، وحبيبته المواطنة وهي مطلقة يصبحان من أكبر مهربي المخدرات في الخليج». وأصبحت المخدرات كما قال عنها وكيل وزارة الداخلية بالإنابة الكويتي غازي العمر في كلمته التي ألقاها في الاجتماع الـ 24 لمديري أجهزة مكافحة المخدرات بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في مارس/ آذار 2010 «إن مكافحة المخدرات هي هاجس تتناوله جميع دول العالم وإن دول الخليج العربية مستهدفة من تجار ومروجي هذه السموم ويحاولون بثها بين الشباب».
وعلى مستوى كل دولة نقل موقع محيط تحذير التقرير الدولي الذي تصدره الأمم المتحدة عن أوضاع المخدرات في العالم في العام 2009، من انتشار المخدرات في المملكة العربية السعودية، حيث «أصبحت مخدرات الأمفيتامين منتشرة في المملكة العربية السعودية، في ظل استخدام العمال المهاجرين لها كي يستطيعوا مواصلة أيام طويلة من قيادة سيارات الأجرة أو الشاحنات، لكن الأمر ليس قاصراً على العمالة المهاجرة، إذ إن المجموعات مرتفعة الدخل تتعاطى هذه المخدرات بغرض التسلية والترفيه». وقد حذرت الجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات في السعودية «وقاية» من وجود «منظمات وخلايا خارجية تحاول تهريب المخدرات وتوزيعها داخل البلاد وبالمجان بشرط أن توزع على السعوديين، وأشارت إلى أطفال دون سن العاشرة وفتيات سعوديات هم أحدث الوافدين إلى عالم المخدرات». وتؤكد «وقاية بأن هناك» 700 ألف حبة كبتاغون (مخدر) تستخدم يومياً في المملكة في ظل وجود 140 ألف متعاط منتظم، وأن قيمة استهلاك المخدرات في السعودية تصل إلى تسعة مليارات سنوياً، وأن عدد المقبوض عليهم سنوياً يصل إلى 37 ألف شخص».
أما بالنسبة للكويت فقد اعترف خبير المخدرات والمؤثرات العقلية عايد الحميدان في «ندوة إدارة المرأة والطفولة»، التي حملت عنوان «يد بيد ضد المخدرات»، بأن تجار المخدرات «ابتدعوا اكثر من طريقة للتهريب ومنها مضخات المياه والسجاد والبلع إلا أن يقظة رجال إدارة المكافحة حالت دون نجاحهم في الوصول إلى داخل البلاد، وأن الصورة داخل الكويت كانت مظلمة إلى حد بعيد. كما أوضحت الدراسات التي أجريت أن 77 % من أسباب تعاطي المخدرات في الكويت بسبب الفراغ كما أن 65 % من المتعاطين إناث وذلك بسبب التفكك والاضطهاد ومعاناة الحرمان العاطفي».
على صعيد آخر، وفي نطاق الكويت، كشفت دراسة وإحصائية لجنة تدابير خفض الطلب على المخدرات التابعة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن «وفاة نحو 224 كويتياً بجرعات زائدة في السنوات الأربع الماضية، مقارنة بوفاة 32 مقيماً في البلاد، وإن قضايا المخدرات بلغت 3636 قضية تعاط في زمن وجيز أغلبها لشباب.
وبلغ عدد المتوفين جراء السموم في العام 2008، 44 حالة وفاة مقارنة بــ 32 حالة في العام 2007». كما كشفت البيانات «أن كميات الحشيش المضبوطة خلال العام 2008 بلغت نحو 230 كليو غراما، والأفيون 17 كيلو غراما، والهيروين 37 كيلو غراما، فيما تم ضبط أكثر من نصف مليون حبة مؤثرات عقلية، كما بلغ عدد مرتكبي جرائم المخدرات في العام 2008، وارتفع إلى 1290 شخصا، منهم 749 كويتيا و541 من الجنسيات الأخرى المقيمة في البلاد، وبلغ معدل ارتكاب جرائم المخدرات 39 متهما لكل 100 ألف من السكان في البلاد».
أما في مملكة البحرين فإن تقدير حجم تجارة وانتشار المخدرات تعتبر «مسألة شبه مستحيلة»، كما جاء على لسان الرائد عبدالله علي راشد من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، عندما استضافه البرنامج الإذاعي الأسبوعي الذي تنظمه إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية بالتعاون مع إذاعة البحرين؛ لأنها، كما يقول راشد «تحتاج إلى دراسات دقيقة طويلة الأمد وذلك نظراً لأن آفة المخدرات في تغير مستمر» .
لكن النائب عادل العسومي يتبنى، كما نشر موقع جريدة «الوطن» السعودية، أرقام إحصاءات صادرة عن وزارة الداخلية البحرينية في العام 2005 تعترف بالارتفاع الكبير في «نسبة جرائم المخدرات حيث وصلت 132.30 % بين عامي 2003 و2004، فيما ازداد عدد جرائم المخدرات في البحرين خلال نفس الفترة من 331 إلى 748 جريمة، مواصلة ارتفاعها للعام 2005 لتصل إلى 847 جريمة، وبنسبة زيادة 13.24 % عن العام الذي سبقه».
هكذا إذاً نرى أن المخدرات التي باتت تنتشر في صفوف شبابنا، وكما تعترف بها أرقام الإحصاءات الرسمية، كانتشار النار في الهشيم، وبالتالي باتت تنخر أجسام مجتمعاتنا الخليجية من داخلها، لكنها ورغم ذلك لا تحظى بالاهتمام الذي تحتاجه من الجهات ذات العلاقة بمكافحتها، التي هي الأخرى تعاني من شحة الموارد، وقلة الخبرات عندما تقارن بتلك التي تحت تصرف أجهزة الدفاع والأمن الأخرى.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2794 - الجمعة 30 أبريل 2010م الموافق 15 جمادى الأولى 1431هـ