قالت السلطات التايلندية أمس (الخميس) إنها ستكثف الجهود لاحتواء احتجاجات مناهضة للحكومة في بانكوك بعد يوم من مقتل جندي في أحدث اشتباك في حملة تسعى لفرض انتخابات مبكرة.
ومازال المحتجون أصحاب القمصان الحمر والمؤيدون لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا متجمعين بمعسكرهم المتنقل بالعاصمة بعد مناوشات مع قوات تايلندية أمس الأول في ضاحية بشمال بانكوك أسفرت عن إصابة 19 شخصا.
وتشكل الاحتجاجات العنيفة بشكل متزايد والتي بدأت قبل سبعة أسابيع وآثارها الاقتصادية على البلد صاحب ثاني أكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء التايلندي أبهيسيت فيجاجيفا لإنهاء الأزمة التي قتل فيها 27 شخصا وأصابت بانكوك بالشلل.
وقال سانسيرن كايوكامنيرد وهو متحدث باسم الجيش التايلندي لرويترز إن قوات عند نقاط تفتيش على طرق مؤدية إلى المنطقة ستمنع الأشخاص الذين يجلبون الأسلحة وقد تحول أيضا دون دخول آخرين.
ولكن وينج توجيراكارن وهو قيادي من أصحاب «القمصان الحمر» قال إنه يتوقع أن ينضم المزيد من المحتجين إلى الحركة التي تهدف إلى الإطاحة بالحكومة. وأضاف ردا على هتافات صاخبة من آلاف المحتجين من معسكرهم «نؤمن بأن النصر وشيك».
واقتحم نحو مئة محتج مستشفى تشولالونجكورن التي تقع بجوار معسكرهم. وقال شاهد إنهم يجوبون ردهة المستشفى بحثا عن جنود يشكون أنهم متمركزين في الداخل.
وصرح نائب رئيس الوزراء التايلندي سوتيب تاوجسوبان للصحافيين أمس بأنه سيكون من الصعب طرد أصحاب «القمصان الحمر» بالقوة لان بينهم الكثير من النساء والأطفال.
وتوقع بنك تايلند المركزي أن يصل النمو الاقتصادي في البلاد العام الحالي إلى ما بين 4.3 و5.8 في المئة أي أعلى من توقع نمو أعلن في يناير/ كانون الثاني الماضي بنسبة تتراوح بين 3.3 و5.3 في المئة.
وأنهت سوق الأسهم التايلندية تعاملاتها على ارتفاع 0.5 في المئة بالمقارنة مع تراجعات طفيفة في أسواق مجاورة وتعززت العملة البات التايلندية.
وكان لأعمال العنف تأثير مدمر على السياحة في تايلند والتي تشكل ستة في المئة من اقتصاد البلاد وتوظف 15 في المئة من الأيدي العاملة. وانخفضت أعداد السياح القادمين إلى مطار سوفارنابهومي في بانكوك بنحو الثلث منذ تفجر العنف.
وتوجه نحو 300 من أنصار جماعة احتجاج منافسة تدعى أصحاب «القمصان الصفر» إلى ثكنات محصنة جيدا للجيش يستخدمها أبهيسيت كمركز للقيادة لمطالبته بتفريق معسكر أصحاب «القمصان الحمر».
وقال سورياساي كاتاسيلا وهو متحدث باسم الجماعة التي أغلقت مطار بانكوك الرئيسي لمدة أسبوع في أواخر 2008 وساعدت على إسقاط حكومة موالية لتاكسين «أقام أصحاب القمصان الحمر دولة داخل دولة وإنهم يفلتون بذلك دون عقاب».
واندلع العنف أمس الأول (الأربعاء) بين نحو 2000 محتج أثناء توجههم من منطقة التسوق في وسط بانكوك التي يحتلونها منذ الثالث من ابريل للالتقاء مع مؤيدين لهم في ضاحية شمالية.
وقال شهود لرويترز إن الجنود منعوهم من العبور ونشب قتال على طريق سريع مزدحم على بعد 40 كيلومترا شمالي وسط بانكوك. وأطلق الجنود الرصاص المطاطي والذخيرة الحية في الهواء أولا ثم باتجاه المحتجين الغاضبين.
وألقى المحتجون الحجارة وقذفوا كرات حديدية وألعابا نارية باتجاه الجنود والشرطة.
وفي غضون ذلك، وجهت تايلند أمس تحذيرا للمجتمع الدولي بعدم التدخل في شئونها الداخلية مؤكدة سيطرتها على الوضع.
وقال وزير الخارجية التايلندي كاسيت بيروميا للصحافيين عقب اجتماعه مع نظيره الاندونيسي مارتي ناتالغاوا في جاكرتا «لا حاجة لتدخل المجتمع الدولي في هذه المرحلة». وأضاف «اعتقد أننا نسيطر على الوضع بشكل تام وان هذا (الموضوع) شأن داخلي».
وتأتي تصريحات بيروميا بعد أن دعا المتظاهرون المعارضون للحكومة الاتحاد الأوروبي للتدخل لمنع وقوع «حمام دم».
وجاء في بيان للمتظاهرين وزع على الصحف وسيجري تسليمه لبعثة الاتحاد الأوروبي في بانكوك «أمام تهديد الدبابات وحمام دم وشيك، نطلب منكم المساعدة لتفادي كارثة تنال من حقوق الإنسان».
العدد 2793 - الخميس 29 أبريل 2010م الموافق 14 جمادى الأولى 1431هـ