يبكي الإنسان عند فقد الأعزاء وأحياناً يحتاج لفترة طويلة حتى ينسى ألم الفراق، فالموت سيأتي على الجميع، ويختلف الحزن عن الفرح بشكل كبير والجميع يعلم ذلك، فأمس الأول استقبلت خبرا مفرحا وسارا من اتحاد الكرة وهو رحيل مدرب منتخبنا ميلان ماتشالا، وغمرتني الفرحة الكبيرة بعد إنهاء التعاقد معه، وبكل صراحة إنني كنت مسرورا ولكن في الوقت نفسه كان الخوف يلازمني وخصوصاً أن اتحاد الكرة لم يضع اسم المدرب القادم لقيادة الأحمر.

وللعودة إلى السنوات الماضية بعد وضع العجوز قدمه في المملكة، كان الجميع يستبشر خيراً وخصوصاً عندما كانت لديه النية بإخراج منتخب رديف وقيادة الأحمر للبطولات وكأس العالم، ولكن كالعادة، ولا جديد خرج خالياً من دون تحقيق أي انجاز، لكنه غادر ممتلئ الأموال من خيرات المملكة.

ماذا قدم لنا ماتشالا منذ قدومه، وماذا تغير في الأحمر في السنوات الأخيرة، أعتقد أن الإجابة واضحة وهي «لا شيء»، فاللاعبون هم أنفسهم من صنعوا الانجاز في 2004 و2006 وفشلوا أنفسهم بتحقيق الانجاز في العام 2009 في اليوم الأسود (مباراة نيوزلندا)، وخرجنا من دورة كأس الخليج من دورها الأول ولا يعتبر تأهلنا إلى كأس آسيا 2011 انجازا يحسب للمدرب، فلو كان أي مدرب يقود الأحمر سيتأهل إلى كأس آسيا بكل سهولة.

عموماً، تبقت خطوة أمام اتحاد الكرة لابد من التأني بشكل جيد فيها، وهي اختيار المدرب المناسب ووضعه في المكان المناسب، والأهم من ذلك أن يخرج لنا منتخبا رديفا يكون بإمكانه أن يخرج لنا عناصر شابة وقادرة على اللعب في صفوف الأحمر، وخصوصاً أننا نمتلك مواهب كثيرة قادرة على إثبات نفسها في المنتخب.

أخيراً... أعتقد أن رحيل ماتشالا لم يزعج الجماهير البحرينية بل كان الفرح الكبير ملازماً لها، فهذا العجوز «المنتهي الصلاحية» لم يأت بأي شي للمملكة، فالسيناريو الذي كان يقدمه مع المنتخب الكويتي تغير كثيراً فجاء للأحمر وطموحه متوقف وليس كما يدعي البعض أنه سيحقق الانجاز... وأود أن أشيد بخطوة اتحاد الكرة وأتمنى منهم أن يتم حسم أمور المدرب القادم بتأن، وتوزيعه على الملاحق الرياضية، وبإذن الله الأمور ستكون لصالح الأحمر في الفترة المقبلة.

كرة البحارة

سيناريو جميل شاهدت في لقاء سترة والبحرين في دوري الظل، وأؤكد أن هذا السيناريو لم أشاهده في دوري الدرجة الأولى، فالقوة والإثارة التي ظهرت عليها المباراة كانت في غاية الروعة.

تبقت خطوة مهمة على كرة البحارة بالوصول لدوري الأضواء، فالعناصر المتواجدة في الفريق قادرة بكل قوة على الصعود، فأطالب الإدارة الستراوية بالوقوف مع الفريق في الفترة المقبلة وتحقيق كل ما يريده لتحقيق مراده بدلاً من السير عكس التيار الذي يقوم به بعض الأعضاء، فالكرة في واد، والأعضاء في واد آخر... «واللبيب بالإشارة يفهم».