أكد المفكر البحريني الدكتور علي فخرو أن الأمة العربية أضاعت الكثير من الفرص أمام توحدها بسبب أن غالبية الأنظمة العربية هي أنظمة ضعيفة وأنانية ومنغلقة على نفسها.

وقال في برنامج «الوسط لايف» الذي يذاع اليوم على «الوسط أون لاين»: «إن الدول الخليجية يمكن أن تتحول من دول تعتمد في اقتصادها على النفط إلى دول تعتمد على الاقتصاد المعرفي».

وأضاف:«لدينا المال ولدينا القوة البشرية ولكننا نحتاج إلى أناس يقلبون اقتصادنا الريعي الذي يعتمد على المضاربات في الأراضي والأسهم وعلى صرف الأموال على ما ليس له معنى إلى اقتصاد معرفي».

وفيما يلي نص الحوار:

تحدث الأكاديمي الأميركي من أصول إيرانية مهران كمرافا عن رؤيته لمنطقة الشرق الأوسط في العام 2020، إذ أشار إلى أن هذه المنطقة أو أهل المنطقة تعودوا على سبر التاريخ وهدر الأوقات في إلقاء اللوم على بعضهم البعض ولكنهم قد لا يهتمون كثيراً بتكوين تصورات حتى لو كانت تقريبية عن المستقبل.

دعنا نتحدث عن مستقبل هذه المنطقة من وجهة نظرك ومن ثم نتحدث عن وجهة النظر الأميركية حول منطقة الشرق الأوسط؟

- أعتقد أن القضية تعتمد على تحقق عدد من الأمور أو عدم تحققها، إن بقي الوضع في المنطقة في أيدي الأنظمة السياسية الحالية أو على الأقل غالبيتها الساحقة وهي أنظمة ضعيفة وأنانية ومنغلقة على نفسها فإن أي تنبؤ سيئ ممكن الحدوث. المطلوب في المستقبل وجود حركات سياسية قادرة على امتصاص الطاقة الموجودة لدى الشعوب وتوجيهها نحو تحرك واسع النطاق وكبير ومؤثر وفعال.

هل تعتقد كلام الأكاديمي الأميركي من أصول إيرانية مهران كمرافا حول أن أهل هذه المنطقة تعودوا على سبر التاريخ وهدر الوقت، هل تعتقد أن كلامه فيه شيء من الصحة؟

- نعم، نحن أمة أضاعت الفرص التاريخية هذا مؤكد، وهناك أمثلة كثيرة في تاريخنا يكفي أن نتذكر أنه حتى منتصف القرن الماضي كانت هناك فرصة تاريخية لوجود نوع من الوحدة العربية بين مصر وسوريا والعراق وحتى ليبيا و الأردن.

إن قوله إننا أمة أضاعت الكثير من الفرص صحيح، ولكني أعتقد أن إضاعة هذه الفرص جاءت بسبب وجود حكم إما بيروقراطي أو غير شرعي ومعتمد على الخارج، لا يهمه ما تقوله الشعوب ولا يهمه حتى أحلام الشعوب.

من كان يصدق أن بعض الدول الثورية التي كانت تتطلع نحو الوحدة العربية والعدالة الاجتماعية انقلبت اليوم إلى مجتمعات يزداد فيها الفقر.

ماذا بالنسبة للوجود الأميركي في المنطقة هذا الوجود يسعى بالدرجة الأولى للحفاظ على أمن إسرائيل وضمان تدفق النفط، ما رأيك في هذا الموضوع وفي هذا الجانب؟

- قبل عشر سنوات كان العالم يعتقد أن دخول أميركا إلى العراق سيكون نزهة ولن تستغرق أكثر من شهر أو شهرين أو ثلاثة ويستتب الأمن للجيش الأميركي وتستطيع أميركا أن تبقى إلى الأبد ولكن أثبتت المقاومة في العراق أنها قادرة على أن توقف ذلك المشروع الأميركي، الشيء نفسه حدث في أفغانستان وهي دولة فقيرة ومعدمة ومتواضعة في إمكانيتها.

هل تعتقد أن دول الخليج ستبقى معتمدة على النفط، هناك كلام كثير حول الاقتصاد المعرفي هل من الممكن أن تتحول دول الخليج إلى قوة إقليمية يستند اقتصادها على المعرفة؟

- لقد تحدثنا وكتبنا في هذا الموضوع كثيراً، لدينا المال ولدينا القوة البشرية ولكننا نحتاج إلى أناس يقلبون اقتصادنا الريعي الذي يعتمد على المضاربات في الأراضي والأسهم وعلى صرف الأموال على ما ليس له معنى إلى اقتصاد معرفي.