العدد 2792 - الأربعاء 28 أبريل 2010م الموافق 13 جمادى الأولى 1431هـ

الرويعي والحليبي: «حنين» يحترم الرموز... والتاريخ ليس حكراً على أحد

في برنامج ثقافي يبث اليوم على «الوسط أون لاين»...

بعد عرضه الأول في مهرجان الخليج السينمائي في دبي، أثار الفيلم البحريني «حنين» موجة من الاستياء الشديد بين أوساط البحرينيين من حضور المهرجان وذلك للمغالطات الكثيرة التاريخية والفنية والسينمائية التي احتواها، ولتعرضه، الذي يجزم صناعه بكونه غير مقصودا، لتاريخ البحرين الحديث بشكل لم يقبله البحرينيون هناك.

حضور المهرجان من نقاد وسينمائيين وإعلاميين وصناع أفلام خليجيين أو عربا، أثارهم الفيلم بشكل سلبي أيضا. طاله من الانتقادات ما لم يتوقع صناعه الذين أرادوا من وراء، كما يكررون، كل خير للبحرين وأهلها وللإنتاج السينمائي فيها. «الوسط» حاورت مخرج الفيلم حسين الحليبي وكاتب قصته ونصه السينمائي خالد الرويعي لسماع وجهة نظرهما حول الأمر.


ما الحاجة للوثائق... إنه تاريخ قريب

الأحداث الساخنة والمنعطفات الحادة التي مرت بها البحرين خلال الفترة (1983-2000) تشكل مسرحاً زمنياً لفيلم «حنين» والمرحلة التي نقلها ووثقها سينمائيا كل من الرويعي والحليبي.

في الثمانينيات، كان الرويعي طفلا، وفي التسعينيات كان شابا في مقتبل عمره، لا يعقل إذاً أن يكون قد اعتمد ذاكرته مصدرا للكتابة. سألته واثقة جازمة بنفيه لكنه فاجأني بابتسامة طويلة قال بعدها «هناك جوانب اعتمدت فيها على الذاكرة، لقد عشنا هذه المرحلة. جميعنا يتذكر بقعة الزيت، وكيف كان أباؤنا وأمهاتنا يحضرون السمك ونرى الزيت فيه. لم استوعب الأمور الأكبر لكن بعد ذلك عرفناها وخالطنا من عاصروها، ولا أعتقد أنه من الصعب جدا أن ننبش فيها، ننبش في أمور حدثت منذ مائة عام فما بالك بأمر بسيط كهذا»

الرويعي اعتبر استعراض تاريخ حركات وطنية وأمور لها حساسية خاصة أمرا بسيطا يمكن الاعتماد فيه على الذاكرة، بكل تأكيد لم يقصد ذلك تماما، سألته «استعنت بأشخاص ومصادر ووثائق ومراجع، أليس كذلك»؟ قال «ليس ذلك ضروريا، لا أعتقد أن الأمر بهذه الصعوبة. ثم أن الأحداث معروفة، الفيلم يبدأ من العام 1983 وهي فترة شهدت اعتقالات وكان فيها حركات وطنية، التحرير، الشعبية، بعض الحركات الدينية الناشئة. كل ذلك معروف للجميع بحكم المناخ المثقف والمطلع في البحرين. أصدقاؤنا كانوا أعضاء في هذه الجبهات ولدينا المعلومات الكافية التي تجعلنا قادرين على أن نتحرك في هذه الأجواء. كما اننا نستعرض هده الحركات لنعرف المشاهد بأجواء تلك الفترة فقط، لم ندخل في التفاصيل.


سلوكيات المجتمع هي الأهم

الحليبي كانت له وجهة نظر مختلفة، أكد بأنه «على مؤلف ومخرج أي فيلم، والمؤلف في الأساس، أن يبحث ويطلع قبل الكتابة. لا يمكن أن نعتمد على مصادرنا الخاصة فقط، بالتأكيد يجب إجراء لقاءات مع الأشخاص الذين عاصروا تلك الفترة، كما أنه من المهم الرجوع لبعض الكتب.

بالنسبة لي تحدثت مع كثير من الأشخاص ذوي التوجهات متنوعة، ممن عاصروا تلك الفترة ودونت كثير من المعلومات. تمكنت من أن ألمّ بمجموعة من السلوكيات المجتمعية التي كانت موجودة وهذا هو الأهم. الأحداث التاريخية معروفة ولكن الأهم سلوكيات المجتمع البحريني آنذاك. ثقة لا حدود لها

أعود فأسأل الرويعي «كيف تقيم دقتك في نقل هذا التاريخ المعاصر؟»، فيجيب» مئة في المئة، لم أخترع شيئاً، الفترة الزمنية لم تشكل مشكلة بالنسبة لي، استعرضت فترة لا يزال معاصروها موجودين ولو كان هناك أي خطأ سيناقشوني فيه.» أستفهم منه «هنا تكمن الصعوبة، تكتب تاريخاً حياً طرياً، تتناول تاريخ حركات وطنية لا يزال رجالاتها موجودين، ألا تخشى من اعتراض بعض الجهات على طرحك لتاريخها دون الرجوع إليها؟» فيرد مدافعا «الحركات الوطنية لم تكن موضوع الفيلم ولا يمكن لأي أحد أن ينكر الأحداث التي سردتها». والدي وأعمامي عاشوا تلك الفترة عدت للحليبي لأسأله إن كان يتفق مع الرويعي في دقة الفيلم في نقل حقيقة ما جرى في الشارع البحريني في الثمانينيات والتسعينيات؟ فكان جوابه «عشت فترة التسعينيات ولا أعتقد أن الفيلم كان مبالغ فيما طرحه. حتى الثمانينيات، عاشها والدي وأعمامي، وأنا كنت موجودا وكانت لي ذكريات. لا أظن أننا بالغنا في الطرح، على العكس طرحنا كان حياديا لم يجرح أي طائفة ولم يتعرض لأي مذهب. كل ما تعرضنا له سلوكيات أفراد متطرفين، وهذه السلوكيات موجودة سواء في الثمانينيات أو التسعينيات، أو حتى اليوم. كانت الطوائف متحابة ومتداخلة فيما بينها لكن الآن هناك حواجز كثيرة».


احتكار للتاريخ

دقيقاً وجد الرويعي نفسه، الحليبي أكد الأمر، سألت الرويعي «ألا تعتقد أن كتابة التاريخ القريب والمعاصر مسئولية أكبر من أن تتعامل معها بهذا التساهل؟» بثقة مدهشة، أجاب «لا، التاريخ ليس حكراً على أحد، وإذا شعرت أي جهة أنني أشوه تاريخها فلها الحق في أن تعترض» سألته «لكنك بسردك الذاتي هذا احتكرت التاريخ، تكتب عن شخصيات واقعية يعرفها كل البحرينيين دون أن تكلف نفسك عناء الرجوع لأي مصدر. أنت أمام مسئولية كبرى» لأنني أتحدث عن واقع، ثم أنني لا أنظر للأمر بهذه الكيفية، ولو شعر المشاهدون أن بعض شخصيات الفيلم قريبة فهذا ببساطة لأننا نتحدث عن واقعنا، فحادثة الطائرة مثلا حين يشاهدها الناس ويشعرون أنها تمت لهم فذلك لأنهم يقومون بعمل مقارنة بسيطة وسهلة. لم أفعل سوى أنني نقلت الواقع، رسمت خطا معينا، حددت من خلاله البداية والنهاية وملأت الفراغات، وهي فراغات كانت موجودة في الأساس. أحداث التسعينيات كانت موجودة، لم أفتعلها، والشخصيات التي طرحتها يمكن أن يرى فيها المشاهد أشخاصاً من الواقع. أقصد لأننا جميعا أهل، شعرنا أن الفيلم قريب جدا وحميم وبالتالي مؤثر». الشملان والجمري ... أين المشكلة وفيما يتعلق بالشخصيات، أضاف الرويعي «الحدث يصنعه أشخاص، والأشخاص هؤلاء موجودون شئنا أم أبينا. وهؤلاء لم يكن موضوعي لكني أضمنهم لهدف ما، كما ضمنت صورة جمال عبدالناصر وصورة الإمام الحسين. لم أفعل ذلك عبثاً. هذه الشخصيات هي رموز في البحرين، سياسيين كانوا أم من عامة الناس، هم موجودون. ما أريد قوله هو أن البحرين بلد صغير وجميعنا يعرف بعضنا الآخر، بالتأكيد مثلا سيأتي من يقول أن أحمد مبارك هو أحمد الشملان، وأن الشخص المعمم هو عبدالأمير الجمري. اين المشكلة؟.


أنا مهووس بتاريخ البحرين

سألت الرويعي «أقحمت شخصيات وأحداث كثيرة في فيلم لا تتجاوز مدته الساعة والنصف، وكأنك تريد أن تختصر عشرين سنة في فيلم واحد. ما الداعي لذلك وكان يمكنك مناقشة الطائفية من خلال حياة الأسرة وما تمر به من منعطفات مع عدم الدخول في مساحات معينة ثثير بعض الجهات؟ فأجاب « كل كاتب يتناول الموضوع بطريقة مختلفة، وأنا مهووس بتاريخ البحرين الغني لذا أحببت أن أعرضه. بحسب وجهة نظري هذا الفيلم هو فيلم جيلي أنا، لأنه يناقش العشرين سنة الماضية. أنا لا أتحدث عن الأجيال الأخرى، أتكلم عن جيلي أنا. ما المانع من أن أتحدث عن مرحلتي كفنان وكاتب. واقعنا غني ولدينا شخصيات مؤثرة، لماذا لا نتناولها، حتى بشكل مباشر حين يستلزم الموضوع. هل تعتقدين أنه لأتحدث عن جلسة توقيع العريضة الشعبية مثلا، أن أحضر أشخاصا يرتدون بدلات أميركية أو أن أجعلهم جميعا من «الملالي» أو «السلفيين». أنا ألتزم الدقة وأهم ما في الأمر أن هدفنا لم يكن تقديم الأشخاص، بل أن نقول إن هؤلاء الأشخاص صاغوا شيئاً مهماً في هذا البلد.


أي تشابه مع الواقع غير مقصود

المرور السريع بالأحداث والشخصيات والرموز الوطنية، أضعفها وأفرغها من مضمونها وهمشها؟ لماذا هذا التساهل؟

الرويعي أفاد بأن ذلك يعود لكون «الشخصيات ليست مهمة في سياق الفيلم، ثم انني كنت أتابع تقاطعات العائلة مع هذه الأحداث، أنا أقوم بعمل موازنة في التوقيت. الشخصيات كانت تؤرخ للمرحلة فقط وخطها مختلف. أنا مهموم بالعائلة، وبالسياق التاريخي. الحليبي قال « لم نحاول أن نتطرق لشخصيات بمسماها، أحداث الفيلم مستوحاة من الواقع لكنها مصاغة درامياً. وأي تشابه مع أي شخصية واقعية صدفة، ومع ذلك فنحن لم نسئ لأي شخصية، ثم انه لو كانت الشخصيات هامشية لما ضمناها في الفيلم». التسعينيات... حركة وطنية أم أحداث عنف عدت للحليبي لأسأله إن كان يرى أن طرح الفيلم لأحداث التسعينيات طرح سطحي، وأنه صور ما حدث على أنه عمليات تخريب وربما لقاءات سرية تتم في المجالس وحسب؟ أختلف معك تماما، من يركز في الفيلم ويحاول تحليل ما ترجمته الصورة سينظر للموضوع بشكل مختلف. لم نحاول التطرق للتسعينيات من جانب الأعمال التي جرت، تطرقنا للمطالبات لكنها لم تكن الحدث الوحيد. الموضوع الأهم الذي نتحدث عنه هو العائلة التي تتفكك بسبب الطائفية، ليس بسبب أحداث التسعينيات، بالعكس هناك مشهد يوضح أن أحداث التسعينيات جمعت في فترة من الفترات الشخص اليساري والسني والشيعي، وكان هناك مشهد توقيع العريضة الذي يوضح وجود عدة توجهات والذي تم الإشارة إليها في عدة مشاهد، حتى مشاهد الكتابة على الجدران جاءت لتوضيح المطالب. أردنا أن نوضح أن هناك وحدة وطنية وكان هناك من يؤسس لها. نحن نحترم كل الرموز الوطنية ونقدر لها نضالاتها التي لولاها لما كنا اليوم قادرين على طرح الفيلم بهذه الجرأة.


تنويع الألوان يعكس

سألت خالد عن المسار الزمني المرتبك في الفيلم وهو ما أربك المتفرج، فأجاب «أرى الأمر عكس ذلك، في كل مرحلة هناك ما يشير إلى الزمن، الإنترنت، توقيع العريضة، سقوط الطائرة، غزو الكويت». أما حسين فأكد أن «الزمن كان واضحا حتى من خلال الصورة، التي كانت تميل إلى اللون البني في المشاهد التي تصور فترة الثمانينيات، وكذلك الموسيقى كانت مختلفة. في التسعينيات عادت الألوان طبيعية والموسيقى أصبحت «لايت» وكذلك الماكياج». كذلك أشار الحليبي إلى أن هناك «انتقالاً في نفسيات الشخصيات يوحي بالزمن، ففي فترة كان هناك تشنج وإحباط، في العام 2000 بدأت الأمور تتحسن».


لست خياطاً محترفاً

سألنا الرويعي إن كان يظن أن طرحه الذاتي جعله يفرغ قضية الطائفية من مضمونها ليتحدث عن عوارضها فقط دون مناقشتها بعمق. «لكنني لست باحثاً اجتماعياً وأنا لا أعالج القضية، ثم انه لا توجد حتميات في الفن. كان من الممكن أن أقوم بالكتابة عن بعض الشخصيات مثل عبدالرحمن الباكر أو أحمد الشملان، لكن لم أرد هذه التركيبة وفضلت اللجوء للواقع كما هو، أنا لست خياطاً محترفاً. المهم في هذا الموضوع أن أقترب من الناس ليصبح الموضوع مؤثراً. سألنا الحليبي حول اختصار الفيلم للطائفية في «الزواج» فقال «لم اختصرها في الزواج، البيت يمثل الوطن الذي يجمع السنة والشيعة، الصراع الرئيسي لم يكن بين شخصيتي الأخوين، الصراع كان أكبر من ذلك ولذا قمنا بنقل وقائع حقيقية بشكل صريح وواضح كحادث تكسير الترب ومسألة توزيع بعض الكتب والتسجيلات التي تتعرض لطائفة معينة.


خطابي ليس سياسياً

«لماذا توجب أن تناقش قضية بهذه الحساسية وفي هذا الوقت الذي يمر فيه الشارع بمرحلة احتقان طائفي وتشنج بين الطائفتين، وبهذا الشكل المباشر. هل هي جرأة في الطرح أم تهور؟ « سميه ما تشائين، لكن أنا لا أعتقد أن هناك وقتاً مناسباً وآخر غير مناسب، وفي النهاية خطابي ليس سياسياً. أنا أقدم فناً والفنان لا يحكمه زمن معين. أحدهم سألني إن كان الفيلم واقعياً فقلت له البحرين أفضل بكثير من الفلم وقد تشعر أن هناك مبالغة لكن نحن لا نبالغ، فقط لدينا مجسات لكن لأن الناس تخاف أن تواجه الأمر فنتهم بالمبالغة. كل ما يحدث هو أنك تستلم الأمر بشكل مكثف وجريء خلال ساعتين.


حادثة الطائرة ... لم تستثمر

حادثة الطائرة المنكوبة حدث مهم جداً جمع قلوب البحرينيين، شيعة وسنة، لكن لم يتم استثماره بشكل صحيح لخدمة موضوع الفيلم؟

بالنسبة للرويعي فإن «الحادثة وقعت في وقت كان فيه جفاء كبير بين البحرينيين، وكانت نتائجها أن جمعتهم من جديد، كانت البحرين كلها مآتم عزاء وكان الناس ينتقلون من مآتم لآخر. أما عدم قدرتنا على استثمار الحدث كما ينبغي فيعود لعدم تمكننا من الحصول على مادة توثيقية كافية».

أما الحليبي فيرى أن «الأمر كان واضحا فالعائلة التي كانت تعيش مشاكل كثيرة، عادت لتحل مشاكلها بعد الحادثة وهذا يرمز لما حدث في المجتمع».


ابتزاز عاطفي لغرض تجاري

من الأمور الأخرى التي أثيرت ضد الفيلم أيضا المبالغة في استغلاله ظاهرة يعاني منها المجتمع البحريني لأغراض تجارية، عبر المبالغة في استدرار العواطف والعزف على كل الأوتار الدينية والسياسية والمذهبية لخدمة أغراض مادية. الرويعي والحليبي رفضا الاتهام ونفيا تضمين عناصر الإثارة تلك من أجل نجاح الفيلم أو تحقيق سرعة الوصول، إذ أوضح الأول مستنكرا «لا نملك شركة إنتاج، وحين فكرنا في الفيلم لم نكن نفكر بأننا ندخل مشروعا تجاريا سيعود علينا بمدخول كبير». الحليبي أيده قائلا «لم أخاطب العاطفة فقط، خاطبت العقل والعاطفة، قد يشعر المتفرج بعد المشاهدة الأولى إني أتلاعب بعواطفه، لكن لو يركز في الفيلم سيفكر في كثير من الأمور التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال العقل وليس العاطفة.


لهجة أهل الشيعة ... عدم دقة أم تنميط مقصود

قدمت الفنانة القديرة مريم زيمان في الفيلم شخصية المرأة الشيعية التي تتزوج سنياً وهي التي تؤمن بالبحرين وطنا واحدا وبالبحرينيين جميعاً إخوة وأحبة. أداء زيمان كان مفتعلا، قد يعود جزء كبير من ذلك للهجة الشيعية التي استخدمتها من غير تمكن ما أدى لأن يكون أداؤها مفتعلا. لماذا توجب أن تؤدي زيمان الدور مع عدم تمكنها من اللهجة؟

يدافع الرويعي قائلا «مريم بذلت جهدا كبيرا، ربما لم يقتنع البعض بأدائها لأنهم يعرفونها ويعلمون أن هذه ليست لهجتها الأصلية. جائز أن تكون الممثلة أخفقت في هذا الجانب لكن ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة» أما الحليبي فيقول «مريم مثلت دور الأم الشيعية المعتدلة المسالمة ككل أمهاتنا، سواء كن شيعة أم سنة. قد تكون مريم أخفقت وأنا لا أرى ذلك، لكنها لم تظهر بشكل يسيء لأي طائفة أو أي لهجة».

العدد 2792 - الأربعاء 28 أبريل 2010م الموافق 13 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً