«الصراعات الذهنية تشعل اللوحة بالتضاد والتداخل في الألوان» هذا ما صرح به الفنان حامد البوسطة غداة انتهائه من استعداداته لمعرضه الجديد في جمعية الفنون التشكيلية.
وفي تصريحه للوسط أشار الفنان حامد البوسطة إلى أنه أنهى استعداداته لمعرضه الشخصي القادم في جمعية البحرين للفنون التشكيلية والذي سيفتتحه في الثالث من مايو/ أيار القادم ويحتوي المعرض عشرة أعمال فقط 7 منها بمقاس 55 * 75 سم و3 بمقاس1.5 في متر.
وحول الجديد في معرضه هذا أشار البوسطة إلى أن الهاجس الفني لديه عملية متجددة ومتواصلة من الشد والجذب والعلاقة بين الأسود والأبيض وما يحملان من تناقضات وصراع وحالة جميلة، والبرتقالي بينهما حالة دخيلة بصورة حادة في محاولة للطمس، وهذا يعكس صراعات ذهنية بين التضاد والتداخل على مستوى الألوان في اللوحة إذ يخفت البرتقالي أحيانا ويسمح للأسود والأبيض بالتجلي والعكس كذلك، وهذا ما حاولت اللوحات أن تعكسه، فثمة عملية متواصلة من العلاقات اللونية والتصرف في المفاهيم فما عاد الأسود والأبيض مجرد ظلين ومحددين لغيرهما من الألوان أو خطين بل هما هاهنا في هذه اللوحات العشر ألوان أيضا يهبان المتلقي الإحساس بالزمان والمكان وأحاسيس أخرى كثيرة.
وعن أهم المواد المستخدمة في هذا المعرض أشار البوسطة إلى أنه لجأ إلى عدة مواد بين الإكرليك والألوان الفنية البسيطة الرخيصة والمتوافرة وأن كل الأعمال أقيمت على الورق؛ لأنه اكثر طواعية من الكانفس وغيره وأن الألوان البسيطة قابلة لأن تخرج منها نتائج فنية مذهلة فالفن غير مرتبط بجودة اللون ومواصفاته العالية، فبإمكان الفنان أن يبين قدرته بأبسط الألوان وأرخصها وهذا يعكس مدى سيطرة الفنان على موضوعه وتمكنه من اللعبة الفنية حتى في ظل أقل الإمكانات مما يؤكد أن الرقي الفني ليس نابعا من رفاهية الأدوات الفنية بل جودة الإنتاج تتأتى من جودة الفكرة وتوظيف الخامة الفنية.
وعن سبب لجوئه لتقليل عدد الأعمال المشاركة واختزالها في عشر لوحات فقط في هذا المعرض أشار البوسطة إلى أنه فضل الكيف على الكم «فقلة في عمق خير من كثرة في تسطيح» وهذا يؤكد مسألة الجدية في الطرح كالتزام ذاتي وطرح عملي بمواصفات عالية خاصة يرتئيها الفنان ويعتمدها في اختياراته لأي معرض عادة.
وعن سياق هذا المعرض في مشروعه الفني أشار البوسطة إلى أن ما يعرضه هذه المرة يمثل محطة جديدة متواصلة مع ما سبق محاولاً أن يكتشف مدى تأثير اللوحة المسندية على المتلقي أمام المحطات السابقة من الفيديو والنستليشن الأعمال التركيبية والمجالات الأخرى التي اشتغل عليها سابقا فمازالت اللوحة فيها مجال لتقول الكثير وهي متنفس مازال مفتوحا للفنان ليبدع فيها ما يريد وليست المسألة في الأداة من لوحة أو فيديو أو أعمال تركيبية بالمسألة الفنية في تمكن الفنان من هذه الأدوات واستمكانها من التعبير عن موضوعها بالعمق الذي يبحث عنه الفنان دائما ويظل هاجسه المستمر في كل محطة.
العدد 2792 - الأربعاء 28 أبريل 2010م الموافق 13 جمادى الأولى 1431هـ