العدد 2791 - الثلثاء 27 أبريل 2010م الموافق 12 جمادى الأولى 1431هـ

منطقتنا بعد 10 سنوات

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عقد مركز الدراسات الدولية والإقليمية (مقره الدوحة وتابع إلى جامعة جورج تاون الأميركية) أمس الأول في فندق الرتز كارلتون (المنامة) ندوة تحدث فيها الأكاديمي مهران كامرافا عن رؤيته لمنطقة الشرق الأوسط في العام 2020 (بعد عشر سنوات من الآن)، مشيراً في بداية محاضرته إلى أن أهل هذه المنطقة تعوَّدوا على سبر التاريخ، وهدر الأوقات في إلقاء اللوم على بعضهم البعض، ولكنهم قد لا يهتمون كثيراً بتكوين تصورات - حتى لو كانت تقريبية - عن المستقبل. وقبل أن يتحدث عن رؤيته للمنطقة بعد عشر سنوات أشار كامرافا إلى أن هيكلية الدول في المنطقة جامدة، وأن النظم الديمقراطية بالمعنى المطروح في الدول المتقدمة ليست موجودة، وأن الرؤية في هذا الاتجاه ستظل سلبية، بمعنى أن موجة الديمقراطية التي هبّت على العالم لن تصل إلى المنطقة.

وقال أيضاً إن أميركا لديها سياسة ثابتة تجاه المنطقة تقوم على أربعة أسس: الحفاظ على أمن إسرائيل، ضمان تدفق النفط، احتواء مصادر الخطر على المصالح الأميركية، وتموضع عسكري من خلال القواعد والقطع البحرية... وأن هذا سيستمر أيضاً في العام 2020.

أما عن فلسطين، فقال إنه ومع استمرار سياسة إسرائيل الاستيطانية وتهويد القدس وخنق غزة، فستكون هناك ثلاثة خيارات في 2020: إما أن تتحول فلسطين إلى أنموذج «التيبيت» في الصين، بمعنى أن فلسطين تختفي كواقع على الأرض وتبقى حديثاً في الذكريات؛ وخيار آخر متفائل، وهو أن فلسطين (الضفة الغربية وغزة والقدس) ربما تعود إلى الوجود كما عادت دول الاتحاد السوفياتي إلى وجودها السابق للعهد السوفياتي؛ وخيار ثالث يتحدث عن أنموذج «الهنود الحمر» في أميركا، إذ تخصص أراض معزولة المنافذ هنا وهناك، وتكون كما هو حال مناطق الهنود الحمر حالياً في أميركا. وقال إن المؤشرات تقول إن إسرائيل ستنجح في تغيير الواقع على الأرض بحيث من المحتمل جداً أنه لن تكون هناك فلسطين.

بالنسبة إلى إيران، فإن شيئاً ما سيحدث، ولكن لا أحد يستطيع التنبؤ بماهية ما سيحدث، لأن الشعب الإيراني بمقوماته وعدد سكانه يعيش حراكاً سياسياً، والإمكانات المادية للدولة تعني أن دخل الفرد الإيراني سيبقى ضعيفاً ، وبالتالي فإن الدافع الاقتصادي سيتناغم مع الحراك السياسي، وستحدث تغييرات بشكل من الأشكال.

أما دول الخليج فستبقى كما هي، واقتصادها لن يتغير عن اعتماده على النفط، وكل الحديث عن تحويل اقتصاد الخليج إلى «اقتصاد معرفي» سيبقى كلاماً فقط؛ لأن الاقتصاد الريعي (المستمد من ريع النفط) سيبقى هو الأساس. ولكن، في 2020 لن تكون هناك قوة إقليمية متسيدة على الجميع. «كامرافا» قال ما لديه، وفصّل أكثر أثناء الحوار، ومن الجيد طرح هذه الرؤى، وسواء صدقت أم بقيت مجرد تصورات، فإن أهميتها تكمن في تحريك الحوارات، وفي إطلاق بالونات اختبار لمطابخ السياسة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2791 - الثلثاء 27 أبريل 2010م الموافق 12 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:13 م

      المنطقة فوق صفيح ساخن وبركان قد يثور ... 2

      عن طريق محاولة البرادعي تغيير الحكم هناك _ العراق لن يهدأ بسبب التفجيرات التي تحصد الملايين سنوياً والفتن الداخليه_ الخليج معرض لحوادث مستقبلية لموقعه الاستراتيجي ولثرائه بالذهب الأسود وهو النفط ستكون الأطماع والأنظار موجهه نحوه ويمكن تكون آبار النفط في خطر في حال قصفه بالصواريخ مثل ما فعل صدام عند غزوه الكويت في حال وقوع الحرب وستعود الدول الخليجيه لركوب الجمل كوسيلة نقل_ نريد من الزعامات التي تقرع طبول الحرب وتساعد في تأجيج المنطقة أن تتوقف عن ذلك قبل ان تأتي النار التي ستأكل الأخضر واليابس .

    • زائر 6 | 12:01 م

      المنطقة على صفيح ساخن وبركان قد يثور ويكون غباره أشد من ما فعله بركان أيسلندا _ 1 ام محمود

      الكثير من المستجدات حدثت في الفترة الأخيرة وبوتيرة سريعة في المنطقة العربية والخليج لا تدعوا للتفاؤل بسبب تصاعد لهجة التهديد والحرب الكلامية بين عدة أطراف من شأنها أن تؤدي إلى غليان الوضع إلى درجة الغليان منها: اتهام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكوود_ المناورات الإيرانية وكشفها عن الزورق السريع (يامهدي) ذا الأداء العالي في القصف وعن طائرة بدون طيار قادرة على قصف المواقع وستكون جاهزة في العام المقبل 2011 _ الوضع الخطير في فلسطين ومحاولة طمس أي أثر للفلسطينيين_ محاولة زرع القلاقل والفوضى في مصر

    • زائر 5 | 3:00 ص

      الى متى

      ومع ذلك فإننا عندما نتحدث عن الخليج فيجب أن نتوقف عند البحرين وان نشير إلى وضع غير متكرر في العالم عوضاً عن الخليج فنحن نعيش في بلد ينتمي إلى الخليج جغرافيا ولكنه لا ينتمي إليه ديمغرافياً لذلك فإن حديثنا دائماً سيفتقر إلى المصداقية وسيكون حديثاً عن شيء آخر لا نعرفه ولا ننتمي إليه

    • زائر 4 | 12:18 ص

      ممثلين بسطاء

      أما دول الخليج فستبقى كما هي، واقتصادها لن يتغير عن اعتماده على النفط، ,لماذا؟ لأن هذه هى الدور التى اعطيت لهذه الدول ليلعبوا لا غير. لماذا؟

    • زائر 2 | 10:47 م

      فيه من الصحه

      خصوصا منطقتنا الخليج,وكأنهم لعبه الشطرج يحركونهم كما يريدون

    • زائر 1 | 10:08 م

      ابو ندى

      تحريك الحوارات فعلا أمر هام كي لا يكون مجتمعا نسخة من السلطة أي أنه ذا هيكيلية جامة لا تصله رياح التغيير
      شكرا

اقرأ ايضاً