ينتظر المواطن الأميركي بشوق أول مناظرة تلفزيونية يعقدها الرئيس الجمهوري جورج بوش مع نظيره الديمقراطي جون كيري اليوم الخميس وهي تعتبر الأولى بعد حرب العراق، تلك التي تحدى فيها بوش جميع القوانين والأعراف الدولية لينفذ وعيده وتهديده بضرب معاقل النظام السابق ورموز البعث العربي الاشتراكي المتمثل في الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بذريعة واهية وهي وجود أسلحة الدمار الشامل من بيولوجية وكيماوية وإشعاعية.

وتأتي تلك المناظرة داخل نمط عرفي سائد في صلب القوانين الأميركية اذ تسبق موعد الانتخابات المقررة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل كعادة سنوية تمكن المرشحين من إبراز قدرات كلامية لغوية وثقافية في طريقة الطرح والإجابة على أسئلة المحاور، كما ستكون بمثابة قاعدة أساسية تعكس صورة المرشح في عقلية الناخب الأميركي وجدارة أحدهما في إدارة دفة البلاد نحو السلم والأمان وخصوصا أن أول موضوع يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن الداخلي.

ومناظرة اليوم هي واحدة من ثلاث مناظرات تستغرق كل منها 90 دقيقة، والثانية موعدها في 8 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل فيما ستكون الثالثة والأخيرة في 31 أكتوبر يتم بعدها حسم الأمور بتوجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع لتحديد الرئيس المقبل في نوفمبر.

وتلعب المناظرات دورا محوريا في نتائج الانتخابات إذ شكلت المناظرة التي جرت بين جون كنيدي وريتشارد نيكسون العام 1960 أهمية إذ ساعدت كنيدي على التقدم على منافسه بفارق بسيط لأسباب لا تتعلق بما طرحه المرشحان بل بشأن ظهورهما على الشاشة. لذلك إلى أي مدى يلعب دور المرشحين ومدى براعة أحدها في تقييم صورة كما يأملها الناخب الأميركي بعيدا عن أضواء المزايدات الخداعة التي تنتج نموذجاً مغاير للحقيقة وخصوصا أن كيري معروف بعباراته الطنانة والمطولة فيما بوش يمتاز بإيجاز دقيق وحاد في ضرب أهدافه وأبرزها عباراته في حرب العراق وحرب الإرهاب الحديثة