العدد 755 - الأربعاء 29 سبتمبر 2004م الموافق 14 شعبان 1425هـ

قبل أن تحترق الأصابع

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

نعمة الأمان نعمة يجب ألا نفرط فيها، سواء كنا سلطة أو مجتمعاً... قد يضيق صدرنا لأي خطأ، أكان من السلطة أو المجتمع، لكن كل ذلك يجب ألا يخرجنا عن القانون أو أدبيات الحوار... نعم هناك أخطاء هناك فساد إداري ومالي وهناك طائفية وتمييز، ولكن السؤال المهم: كيف نصحح هذه الأخطاء؟ والسؤال الأهم: ما الخطوات العلمية والقانونية لتصحيح هذه الأخطاء؟ والأهم من كل ذلك هل خطواتنا ستقرب المسافة أم ستأخرها؟

يجب ان نفكر بعقل في تغيير الواقع وفي دفع عملية الاصلاح إلى الأمام. ان الهزة العنيفة لا شك تسقط الجنين، والسؤال الأهم من كل ذلك: من هم أولئك الذين هم على استعداد لأن تحرق أصابع ابنائهم في دائرة النار؟ من الذي سيتحمل حرارة حمل الجمر؟ من الذين سيكتوون بهذه النار؟ وهل أحد منا على استعداد للرجوع إلى مربع الصفر... لقد قطعنا مسافة لا بأس بها في تقريب وجهات النظر وفي القبول بخيار المصالحة الوطنية والعمل على أرضية مشتركة تعمل على تأسيس أسس جديدة للحوار الوطني الجاد ورحنا ننتقد عبر الصحافة ومؤسسات المجتمع المدني حتى بات الناس يهمسون متعجبين من مدى سقف الحرية المرتفع عبر الصحافة وهذه المؤسسات وهذا مكسب كبير لا يستطيع أحد ان ينكره إذ بدأنا نعمل صح... لم نحرق البخور في يوم من الأيام ولم نمسح جوخا للسلطة، باركنا المشروعات الخدمية الخيرة وانتقدنا الاخطاء المتكررة من طائفية التعيين، أو فقر المناطق أو بطالة الخريجين وبدأنا نشعر بتجاوب هنا أو هناك.

وانتقدنا الوزراء في ادائهم... وتحركت مياه هنا وهناك، السؤال: من المستفيد من حرق المراحل؟ ويبقى سؤال مهم: وماذا بعد ذلك؟ وسؤال آخر طالما كررناه: من سيدفع الفاتورة لو حدث ما لا يحمد عقباه؟ وسؤالي هنا لبعض من لهم مصالح تجارية مع السلطة في مشروعات وغيرها من الاطياف الأخرى هل هم على استعداد لارسال أبنائهم الى اتون الحريق أو الجلوس بين اسنان التمساح، حينما يقومون بنفخ النار بين السلطة والمجتمع؟ لماذا لا يخرجون على السطح ام كتب الله على الفقراء من القرى ان يكونوا دائما الجمر الذي تطبخ عليه «قدور» البطولات الوطنية؟ بلعنا الكثير من الغصص وتآكلت جلودنا من التاريخ الأحمر ولما مرت علينا أيام الحزن وليالي الحداد أوصدت في وجوهنا الأبواب وهناك سؤال مهم: هل هولاء المثقفون سيدفعون من جيوبهم الخاصة للعوائل المتضررة لو حدث مكروه - لا سمح الله - أم انهم أول من سيتبرأ من كل ما حدث وسينفض يديه في حين سيبقى أبناؤهم يدرسون في أفضل الجامعات ويعيشون في أفضل الأماكن وفي الوقت ذاته هم على علاقة وطيدة مع السلطة ومصالحهم التجارية في افضل الاحوال.

نصيحتي للسلطة والمجتمع عدم الانجرار إلى الفتنة، وما حدث من أخطاء يمكن علاجه بالعقل والحكمة والمنطق وبتطبيق القانون ولو قمنا باستقراء آراء كل البحرينيين سنة وشيعة فكلهم لا يقبلون ولا يرضون بتعكير الجو أو خلق أزمة تعيدنا إلى الأيام الحزينة من الماضي الأليم. ما بنيناه في هذه السنوات الثلاث من عمر الاصلاح اعطانا الأمن والأمان والحرية وبعض المشروعات الخدمية للمواطن... نأمل في ازديادها وضخ أموال اضافية بعد ارتفاع أسعار النفط لصالح المواطن، فالجوع كافر والمواطن البحريني لا يريد الا عيشة كريمة، عمل وسكن وحياة تحفظ كرامته ورفع التمييز عنه في الوزارات. كل هذه الأمور ستزيل الاحتقانات. هذه دعوة صادقة رفعناها عشرات المرات ونتمنى من السلطة ان تضخ مزيدا من الاموال لاصلاح القرى وقد بدأت بمشروعات في ذلك وهنا يجب ان نشجعها، ان نشد على ساعدها بالكلمة الطيبة. كل أملنا أن نحكم المنطق والمسئولية في التعاطي مع بعضنا بعضا وان ما انجزناه طيلة هذه السنوات الثلاث من المصالحة والسمعة الطيبة يجب ألا يذهب في شربة (ميه) فيبكي كلانا على اللبن المسكوب مرتين.

وعلى العقلاء من كل الاطراف العمل على ترطيب الاجواء للمصلحة العامة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 755 - الأربعاء 29 سبتمبر 2004م الموافق 14 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً