المتابع للمباراة الأخيرة بين ريال مدريد وروما في دوري أبطال أوروبا والتي أقيمت يوم الثلثاء الماضي على ملعب «سنتياغو برنابيو» في مدريد، يقف مندهشاً للتحول الكبير الذي أحدثه الريال في مستواه قبل ولوج الهدفين الأولين في مرماه وبعدهما. ويرى البعض أن الريال قد صحا أخيراً من سباته وعاد نجومه إلى مستواهم المعهود بينما يرى آخرون أن مستوى الريال المتطور في هذه المباراة يرجع إلى ضعف المنافس (فريق روما) الذي استقال مدربه الألماني رودي فولر بعد أقل من شهر من تسلمه مهماته بفعل النتائج السيئة التي حققها الفريق في المراحل الأولى من الدوري الإيطالي.

وسواء كان فوز الريال يرجع إلى ضعف روما أو تحسن مستوى الريال فإن الأهم من ذلك هو استعادة الريال ثقته في نفسه وقدرته على دك مرمى الخصوم بأربعة أهداف - ثلاثة منها سجلت في الشوط الثاني بعد أن كان سجل في مبارياته الأربع الأولى في الدوري الاسباني وفي أبطال أوروبا 3 أهداف فقط. هذه الصحوة المدريدية ستزيد المسابقة الأوروبية متعة وستنعكس إيجاباً على مستوى الدوري الاسباني برجوع الريال إلى الواجهة. وبغض النظر عن ميولنا الكروية فإن معظم المتابعين للكرة الأوروبية يتمنون تجاوز الريال لمحنته الحالية من أجل الاستمتاع أكثر بالكرة الأوروبية.

وفي اعتقادي أن المستوى الذي ظهر عليه الريال وخصوصاً في الشوط الثاني من المباراة يعكس التحسن الكبير الذي طرأ على الفريق الملكي وخصوصاً من الناحية النفسية والحماس الذي كان مفقوداً لدى اللاعبين في الأسابيع الماضية. لكن هذا التحسن المفاجئ في مستوى الريال يرجع أيضاً إلى تواضع مستوى المنافس فريق روما الذي لم يستطع المحافظة على الهدفين اللذين تقدم بهما بل إنه انهزم بأربعة أهداف وكادت النتيجة تكون كارثية على روما لو استثمر لاعبو الريال الفرص التي سنحت لهم في المباراة.

الإفراط في التفاؤل بتحسن مستوى الريال قد يقودنا إلى الصدمة في الأسابيع المقبلة، كما أن الاعتقاد بأن فوز الريال راجع إلى ضعف روما فقط ربما يقودنا إلى مفاجآت أكبر في المباريات المقبلة. والأيام المقبلة كفيلة بتوضيح وجهة النظر الصحيحة