العدد 753 - الإثنين 27 سبتمبر 2004م الموافق 12 شعبان 1425هـ

المملكة العربية السعودية وخطاب الشيخ حسن الصفار

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كلنا يعلم ما هو المخطط الذي يدبر للمملكة العربية السعودية، وفي الآونة الأخيرة وعلى العادة راحت الولايات المتحدة وعبر أساليب متنوعة تضرب على اوتار طائفية لتحريك المنطقة الشرقية عبر ما سمته بـ «الحريات الدينية». الغريب في الأمر وكأن اميركا للتو عرفت عن الحريات الدينية وما تعانيه. هذا ملف لا نريد التطرق إليه الآن ولكن ما نحب ان نقوله ان اي اصلاح في المنطقة لا يمكن ان يكون بتدخل الاجانب ايا تكن اشكالهم وجلودهم... اميركا اليوم تريد ان تصور لأي اقليات سواء الاقباط في مصر او الشيعة في القطيف انها معهم ومازالت تبكي للتمييز الذي يقع عليهم لكنها تناست انها جزء من المؤامرات التاريخية القديمة التي وقعت عليهم. فهي تتحرك وفق اجندات اميركية ووفق رؤى برغماتية نفعية بشعارات ديماغوجية لا يمكن القبول بها... امام هذه الدعوات الاستفزازية والتي تحمل ظاهر الحق وباطن الشر يخرج عقلاء القوم ورجال اثبتت التجربة تأصلهم الوطني وما يتمتعونه من ذكاء وعلم وكياسة.

موقف الشيخ حسن الصفار كان وطنياً بكل المقاييس فقد اخرج بيانا وزع على وكالات الانباء برده الصريح على التقرير الاميركي المتباكي على الحريات الدينية داعياً إلى عدم تدخل الاجانب في الشئون الداخلية. واي خلل داخلي انما يعالج من قبل السلطة والمجتمع. الصفار صوت من اصوات الاعتدال في المنطقة الشرقية، لا يجامل احداً وليس عنده حسابات خاصة كل ما يهدف إليه هو الدعوة إلى المواطنة الصالحة المنفتحة على الآخر بتعددية لا تلغي الآخرين لذلك اصبح له ثقل لدى المملكة العربية السعودية ولدى اوساط الاعتدال في الوسط الخليجي. قبل اسبوع تلقينا دعوة من قبل الشيخ في مجلسه الوطني... جلست معه حتى ساعة متأخرة نتناول الاحاديث الوطنية للمنطقة، الجلسة كانت مثمرة وسعدنا ايضا بلقاء جمع من التيار السلفي المعتدل في المملكة وكانت آراؤهم قريبة في فكر الاعتدال إذ راحوا يدعون إلى الوحدة الوطنية والتآزر لحفظ الاوطان من اي تآمر خارجي كان اللقاء جميلاً وصريحاً وناقداً ايضا.

نحن في البحرين كذلك مازلنا نرفع الصوت داعين بالقناعة ذاتها ان ما حدث في البحرين من اصلاح وتغيير انما جاء وفق ارادة داخلية وليس بإملاءات اميركية لهذا يجب ان ندفع باتجاه تعزيز الديمقراطية والتعايش الوطني وفق اجندات وطنية يكون خيرها للجميع. وكما هو موقف المملكة طليعياً دائما في الدفاع عن المملكة العربية السعودية كذلك هو موقف الشعب. علينا أن ندعو إلى الديمقراطية والانفتاح السياسي والمجتمع المدني لكن دون ان نقبل او ان نرضى بتدخل الولايات المتحدة في هذه الاوطان تحت اية حجة. فالولايات المتحدة عبثت بالعراق وها هي عبر اصوات صهيونية مندفعة تعمل على اطلاق تصريحات لارباك دولنا واوطاننا. عوداً على بدء اقول: ان موقف الشيخ الصفار وخطابه كان موقفا ينم عن وطنية عالية ووعي كبير واتزان في الرؤية. هذه الاصوات المعتدلة يجب ان تشجع ويجب ان يفسح لها المجال ويجب ان تحتظن في ظل الحوار الوطني السعودي. الاصلاح مهم ولكن يجب ألا يكون على حساب التراب والوطن وشرعية الحكم وهذا ما جسده الصفار في موقفه الكبير.

الصفار بعد نشر البيان تلقى اتصالات عدة من المجتمع البحريني ومن رجال كبار في المملكة تشكره على هذا الموقف الوطني المسئول. الصفار يدعو إلى الحوار الوطني وإلى التعددية بين الطوائف والمذاهب. موقف يحسب له ولا شك سيكون له انعكاس مستقبلي لا شك من شأنه فتح مزيد من الآفاق المسدودة على المستوى السياسي او الاجتماعي او الثقافي

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 753 - الإثنين 27 سبتمبر 2004م الموافق 12 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً