العدد 753 - الإثنين 27 سبتمبر 2004م الموافق 12 شعبان 1425هـ

نادي العروبة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

شهد يوم أمس اغلاق «نادي العروبة» بعد قطع الكهرباء عنه واقفاله من قبل مسئولين من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وهي أول مرة يغلق فيها النادي منذ تأسيسه قبل 65 عاماً.

تأسس «نادي العروبة» في العام 1939 على يد النخبة البحرينية الصاعدة، ورأس النادي في السنوات العشر الأولى صاحب فكرة التأسيس المرحوم محمد دويغر، وفي بيته عقد النادي اجتماعاته الاولى. المؤسسون كانوا في طليعة الإصلاح آنذاك، فبالاضافة إلى دويغر كان هناك أيضاً حسن الجشي وجعفر الناصر ويوسف زليخ وعبدالرسول التاجر ورضي الموسوي وميرزا العريض وجعفر الصالح وإبراهيم الخياط، وآخرون.

في هذه الفترة بالذات، انتشرت في العالم الصحوة «القومية» ونهضت أمم عدة على أساس الدعوة القومية، ولذلك فإن تأسيس «العروبة» في ذلك الوقت بالذات يعتبر سابقاً لأوانه، إذ انتشرت القومية - بشكل أوسع - لاحقاً بعد ظهور جمال عبدالناصر في خمسينات القرن العشرين.

نادي العروبة أعلن عند تأسيسه انه يهدف إلى «توحيد الشعب ومحاربة الطائفية بحسب مبادئ القومية العربية»، وسرعان ما تحول إلى قوة ثقافية - اجتماعية - سياسية، بينما اتجهت النوادي الأخرى نحو النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية. ولذلك فإنه ومنذ تأسيسه قبل 65 عاماً ظل النادي حالاً استثنائية عن باقي النوادي، له ثقله الثقافي والسياسي، بينما النوادي الاخرى تطورت في مجال الرياضة ونحت منحى خدماتياً في العلاقة مع المجتمع.

نموذج نادي العروبة انتشر في منتصف القرن الماضي، وثم انخفض بسبب الظروف السياسية، فيما عدى نادي العروبة نفسه، الذي ظل يتحدث عن «توحيد كلمة الشعب». البعض كان يسمي «العروبة» نادي «البرجوازية المثقفة» التي تحاول قيادة الشعب كما قادت «الطبقة البرجوازية» الشعوب الأوروبية نحو الديمقراطية في القرن التاسع عشر، ثم اتهم بأنه مقر للناصريين، وبعد ذلك للبعثيين ... ولكن بقيت شخصية النادي المعنوية فوق كل هذه الصفات، مهما تكن صحيحة أو غير صحيحة.

في العام 1939 تأسس النادي، وهو العام ذاته الذي بدأت فيه الحرب العالمية الثانية، ولكن النادي نجا من آثار الحرب وبقي صوته مدوياً. ثم كانت حوادث الأربعينات من القرن الماضي التي صاحبت قرار تقسيم أراضي فلسطين في العام 1947 بين العرب واليهود (أكثر من 50 في المئة للعرب)، وبعد ذلك دخلت الجيوش العربية (المصرية، السورية، اللبنانية، الأردنية والعراقية) الأراضي الفلسطينية وتراجعت عنها، وحدثت النكبة في 15 مايو/ أيار 1948... وعلى إثرها اشتعل الشارع العربي في كل مكان، وكان نادي العروبة في المقدمة. ثم انفجرت أكبر انتفاضة في تاريخ البحرين ما بين 1954 و1956، بقيادة هيئة الاتحاد الوطني، وكان لعدد من أعضاء النادي دور قيادي في قيادة حركة الهيئة... ثم أعلنت حال الطوارئ في ديسمبر/ كانون الأول 1956، وثم انطلقت الانتفاضة العمالية في 1965، ثم الاستقلال في 1971 ثم قانون أمن الدولة من العام 1974 حتى العام 2001... وفي كل هذه الفترات بقي النادي مفتوحاً على رغم قساوة الظروف المحيطة به...

ثم جاء عهد الاصلاح والانفتاح، وكان آخر ما نتوقعه أن يغلق النادي الذي ظل مفتوحاً منذ العام 1939... من هو الملام؟ ومن الذي نحاسب؟ أسئلة مفتوحة لنا جميعاً لنتساءل فيما بيننا عن كل الأسباب والمبررات، ونطرحها لكي نتعلم مما حدث الكثير من الدروس. لست في مقام إلقاء اللوم أو تحديد الأسباب بقدر ما أحاول أن أسترجع مع جميع من يهمهم الأمر بعضاً مما جرى، فلعله يصلح حالنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 753 - الإثنين 27 سبتمبر 2004م الموافق 12 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً