مِنْ تُربةٍ هيَ ذِرْوَةٌ وَسَمَاءُ
نَاجَيْتهَا فَاسْتفْصَحَ الخَرَسُ المُقيمُ
وشَدَّني أَنْ افصَحَتْ صَمَّاءُ
وَتَوَهَّجَتْ مِنْ بَعْضِ نُورِكَ ظُلْمَةٌ
وَاسْتَرسَلَتْ في ضَوئِهَا الأَضْوَاءُ
وَتَرَنّمَتْ تلْكَ البقَاعُ بآيَةٍ
للنُّورِ لمَّا اسْتحْكَمَتْ ظَلْمَاءُ
وتَجَلبَبَتْ حُلَلَ الجِنَانِ وَزَانَها
قبَسٌ وَأنْتَ عَلَى ذُرَاهَا المَاءُ
و«تَرَفَّعَتْ» «ضِعَةٌ» لأنَّكَ حَيْثُمَا
تَمْضِي يَكُونُ «الأَوْجُ» وَ«العَليَاءُ»
وَأَرَاكَ قدْ صِرْتَ الحَياةَ بوَقْعَةٍ
حَمْرَاءَ وَالجَانُونَ هُمْ أشْلاَءُ
بِأَبي فِدَاكَ وَهَلْ سِوَاكَ هِدَايَةٌ
للنَّاسِ حَيْثُ تحَوطُهُمْ أَهْوَاءُ؟
دَمُكَ المُقِيمُ هُنا يُجَلجِلُ كلَّمَا
عَزَّتْ بِدُنْيَا النَّاسِ هَذي الَّلاءُ
وَتَوسَّمَتْ خَيْرَ الفَنَاءِ تَوَهُّماً
أَتُرَى يَفيض عَلَى الفَنَاءِ فَنَاءُ؟
زُمَرَاً تُسَاقُ إلَى الحُتُوفِ وَصَوتُهَا
صَمْتٌ وَكُلُّ حُضُورِهَا إقْصَاءُ
أَكبَرْتُ يَومَكَ إذْ يَصِيرُ مَلاَحماً
للنَّاسِ مَا انْفَكَّتْ لَهَا أَصْدَاءُ
يوْماً إِذَا المَرءُ اسْتُبِيحَ بِضُرِّهِ
فُرِدَتْ لَهُ مِنْ يَوْمِكَ السَرَّاءُ
عُذْراً إذَا انْتَفَضَ القَصِيدُ وَهَالَهُ
فِيمَا يَرَى أَنْ تَنْطِقَ الخَرْسَاءُ