العدد 753 - الإثنين 27 سبتمبر 2004م الموافق 12 شعبان 1425هـ

للأحبة رائحة المكان

من أنت..؟!

كي تقايض الضفاف بموج المكابرة

من أنت..؟!

لتدّس في لغتي كل هذا الوجع

من أنت..؟!

لتحتفي بكل هذا الليل

وتطمس نشوتي بنجومه الساهرة

من أنت..؟!

لتتخذ من الجدار صديقاً

ومن سيرة الخذلان عشيقة

من أنت..؟!

كي تبّجل زيت الرغبات

وتحني قلبي لفوانيسها المعتمة

من أنت..؟!

كي تكتب الشكّ عند كل منعطف

تضلّل كذب البدايات

بأعذار مزجاة للطريق

من أنت..؟!

لتغيّر ماء براءتي فيما تبقى من تيه الحواس

من أنت..؟!

لتبطش بالقصيدة.

تتقن سرد أنينها

تنوس القناديل

كمن ينوي البكاء

تثمر كرائحة الوقت

بين أصابعي

تتقن سرد أنينها

كمن يحّن

بكثافة اللحن

حين يشّتد بعد الشوق

وتر اللقاء

أضع يدي

على ترف حزنها

أغمض وجهي

وأنا لم أبلغ من الدمع

إلاّ ما اشتعل

من الوميض

للأحبة رائحة المكان

ها هي سهرة الرفاق

ها هي الصَمَة

ها هي الشموع

ها هي الأشواق المبحوحة المشلعة

ها هي الأفئدة

أمست خالية

إلاّ من رفيف اليأس

وسأم الحجر

ها هي الحواف تكسو الليل

فوق الآسر من دمعنا

ها هي توشك

أن تفضح عزلتنا

ها هي رائحة المكان

مخذولة بشجن الأحبّة في البكاء

يؤطرها النسيان

ببالغ الحفاوة

ببالغ زرقة السماء





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً