تلك حقيقة يجب ألا نتجاوزها اننا في البحرين نعيش فترة انفتاح كبرى، والديمقراطية على مساوئها استطاعت ان تنقل البلاد إلى جو رحب، وتحققت هناك بعض صور الانجازات، وان جاءت متلكئة لكن كل ذلك لا يعني ان الصورة اصبحت زاهرة... هناك فقر، هناك بطالة كما شهدت بذلك الدراسة الاخيرة في ورشة العمل التي قام بها سمو ولي العهد. يبقى السؤال: كيف نعمل على تقريب وجهات النظر؟ كيف نسعى لفتح آفاق رحبة للحوار قائمة على الصدقية والانفتاح؟
من يقترب من الساحة السياسية في البحرين هذه الأيام يشعر بحال من التوتر ومن تلبد الغيوم... كلنا نقول: نتمنى ان تكون سحابة صيف وتنتهي لكن في المقابل ندعو كل الاطراف الى تقريب وجهات النظر والعمل على وفق المظلة الوطنية مع المحافظة على اللحمة الوطنية المتمثلة بما جاءت به مبادئ الميثاق وبما دشنه مشروع جلالة الملك الداعي إلى فتح أفق الحوار ورأب الصدع وتكثيف الجهود لتحقيق المكاسب للجميع. اعتقد انه يجب علينا كمراقبين وكنخب بحرينية ان نعمل على ازالة اية احتقانات، ويجب ألا نمارس دوراً في صب الزيت على النار يجب تحكيم العقل واستيعاب المشكلة بروح وطنية عالية ولا ننسَ اننا مقبلون على مشروعات اقتصادية ضخمة في مجملها مشروعات خدمية كذلك للتو نحن قمنا بتوقيع اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الاميركية فاية انتكاسة لا سمح الله ستؤثر على الجميع. كما انه يجب على الكتّاب والصحافة ان يقوموا بدورهم الوطني في معالجة المشكلة بحنكة ووطنية عالية لكي تربح البحرين الموقف الصائب.
لست من الذين يحبون المجاملات ولكن اعتقد ان التمسك بالمشروع الاصلاحي بسياسة الخطوة خطوة والمدعمة بالوطنية والوثائق والأرقام انطلاقا من القاعدة الحكيمة: «امدح المكتسبات وانتقد الاخطاء» مع العمل والتصحيح من الداخل هو الاسلوب الافضل لبحرين الغد، بحرين الحداثة والانفتاح والقانون والشفافية. قد يعتقد البعض ان في ذلك مجاملة ولكن اثبتت التجربة ان لغة الحوار مدعمة بالصدقية في الطرح هي خير للجميع.
ختاماً... نتمنى من الجميع ضبط النفس وتحكيم العقل في معالجة اية مشكلة تمر بها البلاد لاننا في سفينة واحدة ويجب ألا نقع ضحايا ردود الفعل. هناك قانون، هناك مؤسسات مجتمع مدني وهناك عقلاء من كلا الطرفين وفي كل ازمة يكون هؤلاء هم صمام الأمان لنا وللتجربة الوليدة وللبحرين
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 752 - الأحد 26 سبتمبر 2004م الموافق 11 شعبان 1425هـ