العدد 752 - الأحد 26 سبتمبر 2004م الموافق 11 شعبان 1425هـ

دعوات جمهورية إلى الانسحاب من العراق بسبب تزايد الفشل وتصاعد المقاومة

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

يعتقد بعض صناع السياسة في حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش أن الوقت قد حان للبدء في سحب القوات الأميركية من العراق حتى لو لم تتمكن من فرض حال الاستقرار والديمقراطية هناك وهو الشعار الذي تدرع به المحافظون الجدد بعد إخفاقهم في إيجاد أسلحة دمار شامل في العراق الذي سوغوا به الحرب على العراق واحتلاله.

وتقول مصادر مطلعة داخل الحزب الجمهوري إنه على رغم ما يبديه بوش من رفض للاعتراف بوجود نية للانسحاب من العراق فإن هناك اتجاهاً بدأ بالتنامي داخل حكومة بوش يدعو إلى استغلال الانتخابات المقرر إجراؤها في العراق في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل لوضع خطة لسحب تدريجي للقوات الأميركية. ويتكهن مؤيدو المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، جون كيري، الذين لديهم خبرة في السياسة الخارجية أن كيري في حال فوزه سيتخذ على الفور قرار الانسحاب من العراق. وأي كان الفائز في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، فإنه سيتلقى تقريرا من هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية بافتقارها إلى قوات أميركية كافية في العراق لشن حرب فعالة ضد المقاومة العراقية، وهو ما قد يترك للرئيس الجديد أن يقرر تبني أحد الخيارات الواقعية الثلاث: زيادة القوة العسكرية الشاملة لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في العراق، أو البقاء بالقوة الحالية لمواصلة الحرب هناك، أو الانسحاب.

وتؤكد المصادر ذاتها أن القرار الذي سيتخذه الرئيس المنتخب سيكون الانسحاب من العراق. وذكرت صحيفة «شيكاغو صن تايمز» أن توصية الانسحاب من العراق قدمها طاقم بوش للأمن القومي والتي سيتبناها أيضا كبار المسئولين في حكومة بوش في ولايته الثانية في حال فوزه، إذ تتكهن مصادر أميركية مطلعة أن تتولى مستشارة بوش الحالية للأمن القومي كوندوليزا رايس منصب وزير الخارجية فيما قد تسند حقيبة الدفاع إلى نائب وزير الدفاع الحالي بول وولفويتز فيما سيتولى ستيفن هادلي نائب رايس حاليا منصب مستشار الأمن القومي.

ويعترف مسئولون أميركيون ومصادر الاستخبارات الأميركية بأنه من الممكن أن يدخل العراق في حال من الفوضى بسبب استمرار الحرب الداخلية للسيطرة على السلطة لكن هذا لن يؤدي إلى تقسيم البلد. وتقول الصحيفة إن المسئولين في حكومة بوش ينظرون إلى الفوضى التي قد تعم العراق مستقبلا على أنها أفضل بكثير من نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين الذي أطاحت به قوات الغزو الأميركي. ويشير بعض المسئولين الأميركيين في مجالسهم الخاصة إلى أن الخطأ لم يكن بإسقاط نظام صدام حسين، بل في البقاء في العراق لبناء الدولة بعد الإطاحة بنظامها السابق، وأن التخلي عن بناء الديمقراطية في العراق سيكون ضربة مخيفة لحلم المحافظين الجدد وأن ابتعاد حكومة بوش عن تلك الفكرة قد ظهر في رد الفعل المتحفظ تجاه القرارات السلطوية الأخيرة التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشديد قبضته على السلطة في موسكو، إذ يقدر المسئولون الأميركيون أن بوتين مصمم على الحيلولة دون تحلل روسيا وتجزئتها حتى لا تصبح فريسة لما يسمونه «الإرهابيين» الذي لن يكون في صالح الولايات المتحدة

العدد 752 - الأحد 26 سبتمبر 2004م الموافق 11 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً