هددت «إسرائيل» منذ أسابيع بقتل قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في سورية، وبدأت أمس بالفعل تنفيذ تهديداتها الإجرامية بقتل القيادي في الحركة الشهيد عزالدين صبحي الشيخ خليل بتفجير سيارته بالقرب من منزله في حي الزاهرة الجديدة قرب مخيم اليرموك جنوب دمشق.
نقطتان - إضافة إلى خسارة أحد مجاهدي المقاومة الفلسطينية الباسلة والذي سار على درب القائدين الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وغيرهما من الشهداء - يمكن إثارتهما فيما يتعلق بهذه الجريمة، وهما مساهمة إحدى الدول العربية في اغتيال قادة «حماس» في الخارج، إذ قام جهاز المخابرات في هذه الدولة بتسليم «إسرائيل» ملفا يضم الكثير مما يتعلق بمعلومات عن القادة وتحركاتهم في الدول التي يوجدون فيها. والسؤال المطروح هنا هو ألا تستحي هذه الدولة من هذه الخيانة؟ ألا تعلم أن المقاومة هي العز الوحيد الذي بقي للأمة؟ الشيء الوحيد الذي يجب أن تفعله الدول العربية والإسلامية إن لم تساند المقاومة وتحم رجالاتها، أن لا تكون عبئا عليها، إذ يكفيها ما تعانيه. أما الخيانة فهي ما لا يمكن احتماله.
النقطة الثانية المهمة التي يجب الانتباه إليها - وهي لا تخفى على قادة المقاومة- أن جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» أصبح قادرا على دخول بلداننا لخلل ما، فلعبة الجاسوسية قديمة جدا، وموجودة في العالم كله. فلو سألنا - وذلك بعد اعتراف «إسرائيل» بأنها وراء هذه الجريمة - كيف دخل العملاء إلى هذا العمق السوري؟ والسؤال الثاني إذا رفعت سورية شكوى إلى مجلس الأمن بخصوص اختراق أراضيها وتنفيذ هذه الجريمة، فهل ستحاسب «إسرائيل»؟ الإجابتان موجودتان ولكنهما لن تعجبانا أبدا
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 752 - الأحد 26 سبتمبر 2004م الموافق 11 شعبان 1425هـ