التهديد بالذبح الذي أعلنته جماعة «التوحيد والجهاد» التابعة للزرقاوي عقب قيامها بخطف رهينتين أميركيين وبريطاني في حال لم يتم الإفراج الفوري عن السجينات العراقيات أمر يثير الريبة والدهشة بشأن علاقة الزرقاوي بالنظام العراقي السابق. إذ أكد مسئولون اميركيون ان السجينات المتبقيات هما فقط «العالمة الجرثومة» رحاب طه وهدى عماش اللتان أوقفتا بسبب صلتهما المباشرة ببرامج الأسلحة العراقية المحظورة. ورحاب هي زوجة وزير النفط العراقي السابق عامر محمد رشيد وهدى ابنة صالح مهدي عماش نائب رئيس الجمهورية السابق والسفير السابق ابان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين.
وجاء قرار رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي برفض طلب الجماعة الإفراج عن العالمتين أو حتى التفاوض مع الإرهابيين ليزيد من تعقيد وغموض الصلة التي تربط السجينات والجماعات المجهولة التي تظهر بين الفينة والأخرى وبين رموز النظام السابق وصلتهم بإدارة عراق ما بعد صدام التي أصبحت مزاياه مليئة بحمام الدم وسقوط آلاف الضحايا المدنيين على يد قوات الاحتلال بذريعة الزرقاوي.
فعلاقة الأول بالثاني مقطوعة وقت شن القوات الأنجلو - أميركية الحرب على العراق العام الماضي أما علاقة الثاني بالثالث فيكتنفها الغموض والالتباس والشبهة وذلك وفقا لما تزعمه الإدارة الأميركية. فما صلة «القاعدة» والزرقاوي بصدام سابقا قبل الاعتقال وما صلة الأول بالثالث؟ هذه الصلات المشبوهة يعتبرها البعض سبب الحرب، فهي قضية مازالت تنبض ومن الصعب إيجاد حل ينهيها حتى تتجلى حقيقة واحدة وهي دخول المحتل في عمق الوطن بذريعة التحرير
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ