العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ

من سمع حكاية جمعة الجفيري؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من منكم سمع عن قصة جمعة الجفيري؟ لا أحد، ولكنها قصة لابد أن تحكى ليسمعها الجميع.

فبعد اعتقال دام 12 عاماً، خرج طالب الطب السابق من السجن ليواصل دراسته في القاهرة. طوال 12 عاماً، لم يفقد الأمل في مواصلة حياته الدراسية من حيث انقطعت. كان ينكب في السجن على الكتب والمراجع الطبية ليكون جاهزاً ليكمل السنة الرابعة من دراسة الطب حين خروجه. ولكن حين خرج، حاول أن يسافر إلى مصر، وهناك اعتقل في المطار، لأنه كان ضمن ما يسمى بـ «القائمة السوداء». هذه القائمة التي مازالت تطارد البحرينيين المهتمين بالشأن العام، والمتّهمين (سابقاً) بالتدخل في السياسة، في مطارات وموانئ بعض الدول العربية، ويعاملونهم كالمجرمين.

وهكذا أربع مرات يسافر إلى مصر، بين العامين 1995 و1997، وفي كل مرة يتم إيقافه، ويخير بين «الحجز» أو السكن في فندق المطار، إذ تكلفه الاقامة في تلك «اللوكاندة» مبلغ 95 دولاراً لليلة الواحدة. 4 مرات يسافر، ويوقف ويحتجز، حتى يحين موعد الطائرة التالية بعد ثلاثة أيام لتقله مرة أخرى إلى البحرين بخفي حنين.

ولما كاد ان يستولي عليه اليأس والقنوط، حوّل اتجاهه إلى دراسة تخصص آخر غير الطب، في إحدى الاكاديميات في الداخل، إذ تتوقف ملاحقته ومنعه من الدراسة. وأخذ الشهادة عن جدارة، وحصل على فرصةٍ للسفر على حسابه الخاص إلى بريطانيا ليعود بعد عام واحد وهو يحمل شهادة «الماجستير».

حاول العمل في جامعة البحرين، في البداية تم قبوله بالنظام الجزئي، وأثبت الرجل نفسه وكفاءته، وحاول العمل بالنظام الكلي وقدّم أوراقه ومؤهلاته وخبرته ليضعها على طاولة الادارة، ولكن كان هناك من يقف بالمرصاد في وجه توظيفه. ولأنه يبحث عن استقرار وظيفي بعد أن تقدّم به العمر وجاوز الأربعين وأنجب، فانه ضاق بهذه المعاملة ذرعاً، فتوجه للعمل الخاص.

قبل ثلاثة اسابيع اتصل بي، وكان صوت الهاتف النقال يتقطع، فعرفت منه انه في المستشفى. ذهبت لزيارته ذلك المساء، فوجدته على سريره تصعب عليه الحركة على إثر إجراء عملية جراحية. حدثني بقلق: «الانسان لا يفكر في نفسه، ولكن من لأولادنا؟ هم منعونا من الدراسة، ومنعونا من العمل والاستقرار، واليوم إذا عجزتُ عن مباشرة عملي الخاص كما ترى، فمن لأولادي؟ لا تأمين يغطينا، ولا تعويض لما أصابنا من ضرر».

فلماذا تمنع الجامعة جمعة الجفيري من العمل فيها، في الوقت الذي يتم استقدام مدرسين من الخارج لشغل هذه الوظائف؟ أليس ابن البلد أحق بها؟ أم انها عذاري تسقي البعيد وتترك القريب؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 750 - الجمعة 24 سبتمبر 2004م الموافق 09 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً