يبدو انه كلما كتبنا عن موضوع البيئة في البحرين... ازداد الامر سوءاً بل وتعقيداً وإلا فلماذا لايزال يردم خليج توبلي حتى الآن... وكيف هذا المسئول وذاك لا يأبه بما تقترفه يده من جرائم بحق بيئته التي هو جزء منها... فهو يتنفس من الهواء نفسه ويتغذى من البحر نفسه وغيره وغيره من الامور التي لا يلتفت اليها!

ان كان هذا المسئول او ذاك لا يأبه سوى بجمع المال وتخزينه في حساباته بالداخل والخارج ولا يقدم أي شيء مفيد لمجتمعه سوى بيئة مدمرة تصرخ ألماً كل يوم فإن الاجيال المقبلة لن تذكره خيراً بل ستلعنه ألف لعنة بعد ان سمم البيئة وقضى عليها وذلك بسبب جهله وقلة درايته بأمور البيئة وكأن هذا الدمار سيلحق بنفر قليل من الناس!

لا ادري كيف يقبل البيئيون في وطننا بهذا الوضع المخجل لبيئتنا؟وكيف ترضى ضمائرهم بإعطاء تراخيص اخرى تقضي على البيئة كسواحل عراد في جزيرة المحرق التي ستنقرض كليا اكثر مما هي عليه الآن...؟

فما سيحصل في عراد حصل في خليج توبلي والدير وسماهيج التي لا تزال عمليات الردم والدفان مستمرة فيها.

لا ندري ان كان هناك توجه جاد تقوم به جميع ادارات البيئة بالدولة بما فيها الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بشأن موضوع الردم في البلاد.

اذ يبدو ان الجميع يريد ان يستغني على حساب البيئة «المسكينة» او الاستعانة بشعارات تقول ان الكثافة في تزايد لهذا نحن بحاجة إلى الأرض بدلاً من البحر بينما هناك اراضٍ خضراء تحولت إلى صفراء بعد سياسة تعطيش وسقي النخيل بالمواد الكيماوية المدمرة الى غيرها من الجزر المنتشرة هنا وهناك غير المأهولة بالسكان ولا يتم الاستفادة منها.

والكثير والكثير من الأسئلة التي لا تلقى أي جواب... لكن يجب ان تخضع عمليات الردم الى دراسات علمية لا عشوائية والى معايير معينة لأنها اليوم تحولت الى عملية مربحة للغاية...

للاسف لا توجد جماعات واحزاب «الخضر» في البحرين للدرجة التي تلعب دورها في الغرب تحديدا، فالموجود ما هو الا جهود شخصية او جهات تقوم بواجبها على مستوى تنظيف السواحل أي بواجب جزئي لا كلي... والا لماذا توجد كل تلك التجاوزات!

كل ما نرجوه ان تشمل عجلة الاصلاح في البلاد ملف «البيئة» ايضا لأن ضررها سيؤثر على الجميع كحال السياسة والاقتصاد... وتجاهلها ليس في صالح الجميع