لعل السؤال الأبرز الذي راودني وجميع الزملاء الصحافيين المحليين والعرب خلال وجودنا في العاصمة القطرية الدوحة في الأيام الثلاثة الماضية... هو: ماذا يحدث في ملاعب قطر؟
هذا السؤال طرحه أحد الزملاء على رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ جاسم بن ثامر فكانت الإجابة الأهم «إن ما تشاهدونه ليس من نوع «البرستيج» والمظهرة لكننا نطمح إلى أن يكون الدوري القطري احترافياً بمعنى الكلمة على المستوى العربي».
والدوري الكروي في قطر لم يعد روتيناً وتقليداً سنوياً في أجندة الاتحاد الكروي مثلما يحدث في بقية الدول العربية بل أصبح مسابقة قابلة للتطوير والابتكار في كل عام، إذ كانت البداية بجلب نجوم عالميين مشاهير مثل روماريو، باتيستوتا، كانيجيا، لوبوف وإيفنبرغ والقائمة تطول خلال الموسمين الماضيين وكان يطلق عليه «دوري النجوم» لكن عجلة التطوير دفعت المسئولين القطريين لتحويله إلى «دوري المحترفين» هذا العام بحيث يكون الاحتراف شاملاً اللاعبين الأجانب والقطريين والخليجيين بل وحتى إداريي الفرق فضلاً عن المدربين.
ومن ضمن الأفكار التطويرية تجربة دوري من ثلاثة أقسام بهدف زيادة عدد المباريات وخصوصاً أن الفرق المشاركة عددها 10 فرق فقط، بالإضافة إلى احتكار قناة عالمية مثل «الجزيرة» لمباريات الدوري مقابل ثلاثة ملايين دولار فضلاً عن عروض شركات عدة لرعاية وتسويق الدوري وجوائز مالية للفائزين الثلاثة الأوائل تبلغ مليون ونصف المليون ريال.
ومن يزر قطر اليوم يشعر أن أبرز حديث في الشارع هو عن إقامة المنشآت الرياضية على الطراز العالمي، فكلما تسير في شارع ترى هناك منشأة رياضية عامة أو لأحد الأندية التي تصل إلى حد الإبهار وخصوصاً في ملاعب الريان والاتحاد وفي الطريق ملعب السد الذي سينفذ على الطراز الإنجليزي بل ان استاد خليفة الأولمبي «القديم في عمره» ستطاله عجلة التطوير إذ سيتم تحويله إلى استاد مغطى بالكامل لاحتضان حفل افتتاح دورة اسياد 2006.
وستشاهد أيضاً مجمعاً ضخماً سيكون للخدمات الطبية في اسياد 2006 وبعدها سيكون متاحاً لاستثماره محلياً، وهناك أيضاً برج كبير خاص باللجنة الأولمبية وعدد من الاتحادات الرياضية القطرية.
وبالتأكيد إن القطريين لم يفكروا في إطلاق دوري المحترفين الكروي ولإقامة بطولة قطر الدولية للتنس الأرضي للمحترفين ولبطولة العالم للدراجات النارية ولتنظيم دورة ألعاب آسيا 2006، ولتنظيم أول أولمبياد خليجي على هامش كأس خليجي 17 بعد شهرين والكثير من بطولات اللعبات المختلفة إلّا بعد أن أكملوا البنية الأساسية للملاعب الرياضية العامة أو الأندية حتى خُطفت الريادة من الإمارات والسعودية لتكون قطر فعلاً عاصمة الرياضة الآسيوية
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 749 - الخميس 23 سبتمبر 2004م الموافق 08 شعبان 1425هـ