مع تزايد الارتفاع التصاعدي لأسعار النفط بصورة أربكت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ودفعتها إلى الركض لاهثة من أجل العمل على تلبية متطلبات السوق النهمة الآخذة في النمو التصاعدي، برزت الصناعة النفطية مجددا كأكبر محفز للاستثمارات الجديدة في العالم.

وتجرى هذه الأيام مشاورات وتعقد اجتماعات لكبريات بيوت الاستثمار والشركات والمصارف في مختلف بقاع العالم في تزامن مع عقد حلقات للبحث لكبريات المؤسسات البحثية، وكلها تلتئم لمناقشة أجندة بندها الأساس الاستثمار في النفط في مناطق بكر لدخول سوق يتنامى بصورة أذهلت المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

ويقدر المحللون أن تنفق مليارات الدولارات خلال السنوات الخمس المقبلة على استكشاف النفط والتنقيب عنه. ويشير المحللون إلى أن أكثر هذه الأموال قد تتجه نحو مناطق غير تقليدية في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا.

وفي هذا السياق ذكرت شركة النفط الأنجلو هولندية «رويال د تش شل» أمس (الأربعاء) اعتزامها ضخ استثمارات جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة قيمتها 45 مليار دولار. وقالت الشركة إنها ستبيع بعض الأصول غير المتصلة بعملها الأساسي في مجال الطاقة.

وذكرت الشركة التي اضطرت إلى تقليص تقديرات احتياطاتها عدة مرات خلال الأشهر الماضية أنها تعتزم ضخ الجانب الأكبر من الاستثمارات في قطاع النفط المثير للجدل لديها. في الوقت نفسه ذكرت الشركة العملاقة أنها تسعى إلى توفير 12 مليار دولار بحلول العام 2006 من خلال بيع شركات غير متصلة بمجال عملها الرئيسي بما في ذلك حصتها في شركة «بازيل للكيماويات». وأضافت الشركة أنها حصلت على موافقة مجموعة لم تحددها على شراء شركة توزيع وتسويق الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم لديها.

وقبل «شل» ذكرت الكثير من كبريات شركات النفط اعتزامها تخصيص مبالغ ضخمة لاستثمارها في قطاع النفط الأمر الذي يؤكد ما ذهب إليه المحللون من أن صناعة النفط ستستأثر بحصة الأسد من أموال الاستثمارات المستقبلية الضخمة.

هل نحن مقبلون على زمان حقبة النفط الثانية. ننتظر لنرى