العدد 748 - الأربعاء 22 سبتمبر 2004م الموافق 07 شعبان 1425هـ

تفكيك تفصيلي وموثق لأسطورة مكرسة

صدور «طهارة السلاح» لدان ياهف

رام الله - محمد أبوفياض 

تحديث: 12 مايو 2017

صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) كتاب «طهارة السلاح: أخلاق وأسطورة وواقع» لدان ياهف، ترجمه عن العبرية وقدم له جوني منصور، ويقع في 338 صفحة.

ويعالج الكتاب بشكل تفصيلي وموثق وعميق ظهور وتطور فكر التطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين، ويعالج الكتاب ظهور مصطلح طهارة السلاح وتطوره منذ بداية الحركة الاستيطانية اليهودية العام 1882، عبر استعراض الحوادث التي وقعت في فلسطين، والمتمثلة في قتل العرب الفلسطينيين ونهب وسلب ممتلكاتهم ومضايقتهم وملاحقتهم ومصادرة أراضيهم وتدمير بيوتهم.

ويستعين ياهف بمحور زمني يمتد على اكثر من قرن من الزمان مثقل بالمجازر والمذابح والاعتداءات التي نفذتها عصابات صهيونية معتنقة عقائد عنصرية متطرفة للغاية، مشدداً على الربط بين الإيديولوجية الصهيونية والممارسة بتوضيح أن فكرة طرد العرب تعد اساساً إيديولوجياً باعتبارها ضمانة وحيدة لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

وفي مقدمة الكتاب نقرأ: «وعلى رغم أن النقاش كان محتدما في اوساط المنظمات اليهودية قبل العام 1948 بخصوص استعمال السلاح، ضد من، ومتى، وكيف؟ فإن هذه المنظمات كانت متفقة على ضرورة تحقيق هدفين، هما: تصفية الاحتلال البريطاني في فلسطين، والحيلولة دون قيام دولة عربية فلسطينية، ويكفي أن هذين الهدفين هما في صلب الفكر السياسي والعسكري لهذه المنظمات، ليكونا البوصلة الموجهة لنشاطاتها على مختلف الاصعدة والمستويات».

لا شك في أن أدبيات المحارب والمعارك الإسرائيلية أظهرت المحارب الإسرائيلي المتمسك بالقيم الانسانية وفي مقدمتها «طهارة السلاح»، وأن الجوانب الانسانية فيه تسمو على تلك عند الفلسطيني الذي تصوره هذه الأدبيات بالهمجي والبدائي والمتخلف والخالي من كل حس انساني إلا أن كتاب «طهارة السلاح» بين الوجه الآخر الحقيقي والواقعي للمحارب الإسرائيلي النهم للدم والعطش للقتل والتدمير والتخريب باسم العقيدة والمبدأ ولا يأتي المؤلف في توجهه هذا من مجرد تصور او طرح عابر للحوادث، انما من خلال اعتماده على وثائق ومستندات كثيرة استقاها من الأرشيفات الإسرائيلية.

ولا يترك ياهف مجالاً للشك أو التردد والتراجع في الوقائع والحقائق التي يوردها في كتابه، فكل حادثة ولو كانت صغيرة للغاية مثل إطلاق عيار ناري، يوردها مدعومة بوثيقة او مستند يمكن العودة اليه.

لا يتوقف الامر عند هذا الحد، بل إنه يحطم أسطورة الجيش المنزه عن الخطأ، ويكشف حقيقة طالما حاول الإسرائيليون نبذها وتهميشها وإلغاءها وفرض حقائق زائفة او اظهار وقائع وكأنها الحقيقة بعينها. والوقائع التي يوردها تبين أن الجيش الإسرائيلي لم يكن متمسكا بطهارة السلاح، كما يحلو لكثيرين تصويره.

الواقع هنا ان ياهف ينحو في طريق المؤرخين الإسرائيليين الجدد، بالإصغاء الى الرواية الاخرى ويظهر استعداده لفتح باب المحرمات الإسرائيلية الخاص بالعام 1948 تحديداً





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً