العدد 748 - الأربعاء 22 سبتمبر 2004م الموافق 07 شعبان 1425هـ

له الليل كلّه

له أن يفتتن بحنان صوتها

لها أن تصّب دلالها

بوداعة عزفه الجميل

له أن يستحّم بليلها

ولها ما تقّطر

من مسائه المدعوك

بدهشة الزنجبيل

له النهار وبعضه

لها ما يُسرد

من كذب الرماد

له الليل كلّه

لها أن تحبّه وأن تخاف عليه

لها أن تسامر السفر في أنامله

وله أن ينتظر هديلها

بكل ما اوتي

من جسارة الرحيل

قلب تحفّه سيرة الهذيان

مهموماً

عاد قلبي إلى مسائه الأخير

حاملاً في نبضه

تعب الحواس

مزحوماً

عاد إلى وجع الذكريات

مبعثراً

كاشلاء الصمت الذي تعثر في القمة يهدي...

مكسوراً

عاد يسدل أجفانه

ليطمئن عشب الغياب

عاد ليسكب الليل

ويصاحب

وحدة القناديل

عاد

ليغمر نفسه بالأنفاس الرطبة

يتأمل الجدار

ويحفّه

بسيرة الهذيان

وردة الممَّر

سنصل قريباً يا صديقي

إلى حافة الألم

ومنعطف الضمير

عليك أن تشّمر عن أشجارك

فالينابيع ظمأى

والهواء مخنوق... بالأمل الأخير

علّي أن أهيّأ وردة الممّر

ثمة طرق لن ترأف بأشواقنا

ثمة حفيف في القلب

سيقوده الغيم إلى حتفه الجميل

ثمة قبلة أخيرة

سنشعلها بجمر الحب

وحطب الرحيل





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً