العدد 746 - الإثنين 20 سبتمبر 2004م الموافق 05 شعبان 1425هـ

ورقة البطالة... وتساوي الحقوق

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو أن البحرين على وشك دخول مرحلة أخرى بعد الملف السياسي الذي نقل البلاد بصورة نوعية قبل ثلاث سنوات من الإصلاحات التي انعكست ايجابيا على الجميع من دون استثناء حتى وان كان البعض يطمح الى ما هو أفضل... لكن هذه الحال طبيعية في الدول حديثة الديمقراطية.

والملف الاقتصادي باصلاحاته هو الملف الذي سيعكس هذه المرحلة المنتظرة برؤى مستقبلية قد تحمل في طياتها أسئلة كثيرة تدور في عقل المواطن عن المكتسبات التي قد يجنيها من ذلك الى الثقافة الجديدة التي قد تتطلب عدداً من الإجراءات التي لم يتعود عليها مجتمعنا.

للأسف لقد تعود البعض على ترديد ان العمل يعتمد على الهوية والجنسية البحرينية متناسيا الكفاءة المهنية، وهو ما أدى مع مرور الوقت الى سوء استخدام ذلك واعطاء صورة نمطية عن البحريني بأنه غير منتج ولا ملتزم مهنيا وهو امر غير دقيق، لان البحريني اثبت قدراته في كل مجال...

ان عددا كبيرا من المواطنين لايزال يفضل العمل في القطاع الحكومي بسبب الضمانات التي قد يحصدها من الدولة مقارنة بالقطاع الخاص الى غير ذلك من الأمور، ولذلك فقد آن الاوان لتعديل الوضع.

إن ما طُرح مثلا في دراسة «ماكينزي» بالمنهجية المقترحة كشف عن النية الجادة التي يسعى سمو ولي العهد الشاب الشيخ سلمان بن حمد إلى تقديمها وذلك من خلال ايجاد حلول تخدم المواطن على المدى البعيد لا على مدى قصير، أي بعيدا عن الحلول الوقتية التي كانت تُطرح في السابق. ان أزمة سوق العمل تمثل إحدى القضايا الحساسة التي لا تزال تشغل بال المواطن البحريني - خصوصا عندما يرى ان حصته في الحصول على دخل يواجه الغلاء المعيشي ويوفر له حياة كريمة له ولاسرته بعيدة المنال - هي قضية في واقع الأمر غير عادلة وغير منصفة بحقه كونها لا تفي باحتياجاته اليومية.

وإن كانت البطالة... هذه الورقة التي تطرق بين وقت واخر جرس انذار لوضع غير مستقر يعايشه الشارع البحريني، فان أية مقترحات اقتصادية لن تطبق ان كانت هناك فئات ضد أي تغيير يتعارض مع مصالحها في سوق العمل. الجميع مدعوون للحوار الوطني في قضايا تمس مستقبل الاجيال ولابد ان تُطرح على جميع الشرائح وعلى رأسها الشباب، أكثر الشرائح تأثرا باي تغيير...ان اصلاح سوق العمل يتطلب ايضا تعميم ثقافة العمل التي تستند على معايير منظمة العمل الدولية، وهي ثقافة لاتزال مفاهيمها غائبة عن مجتمعنا... ولذا نجد ان البعض يعارض اعطاء الحقوق للعامل الاجنبي ومساواة المقامات ورفع كلفة الاجنبي بحيث يصبح العامل البحريني هو المرغوب فيه اولا في سوق العمل

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 746 - الإثنين 20 سبتمبر 2004م الموافق 05 شعبان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً