العدد 746 - الإثنين 20 سبتمبر 2004م الموافق 05 شعبان 1425هـ

مشاركات تكسر حاجز الخوف

في معرض البحرين التشكيلي الشامل

المنامة - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

في معرض البحرين التشكيلي الشامل الذي افتتح مساء السبت الماضي 18 سبتمبر/ أيلول الجاري في متحف البحرين الوطني إشارة واضحة إلى معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية. اذ ربما تكون تلك الاحتجاجات الكبيرة - التي أبداها عدد من الفنانين لاستبعاد أعمالهم من المشاركة في المعرض السنوي بسبب عدم أهلية العمل الفني للمشاركة أحيانا وأحيانا بسبب ضعف التجربة وأحيانا أخرى لأسباب أخرى متفرقة - دافعا لادارة الثقافة والفنون بوزارة الاعلام للتفكير بهذا المعرض الذي تفصل إدارة الثقافة أهميته بقولها «ربما هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها الفنون البصرية معا في مكان واحد وفي معرض منفرد شامل لكل فن بصري ولكل من لديه الموهبة على أرض مملكة البحرين. تشكيل، رسم، نحت، حفر، تصوير فوتوغرافي وغيرها من الفنون، مما أبدعته يد الانسان على هذه الأرض من مختلف الجنسيات والاتجاهات، تجمعها صورة واحدة، هي صورة الإنسانية في تجلياتها الطبيعية الفنية، اذ تتداخل العواطف والأحاسيس في صورة أعمال فنية لا يمكن الفصل بينها. فكل فن منها فيه من الفنون الأخرى ضوء». فأهمية هذا المعرض تكمن في قدرته على استفزاز كل من له قدرة على أي من تلك الفنون. غير أن هذا المعرض حظي بالكثير من الملاحظات المهمة التي أبداها عدد من المشتغلين بالفن في البحرين اذ يقول المصور الفوتوغرافي سيدعدنان جلال «لا شك في أن هذا المعرض تجربة جديرة بالتشجيع فهو اختصر مسافات طويلة كان يمكن أن يقطعها الفنان والمصور والحرفي الناشئ، إذ إن أفضل ما فعلته إدارة الثقافة بهذا الخصوص هو فتحها المجال واسعا أمام كل من له رغبة في المشاركة على أساس أن جميع الأعمال المقدمة تقبل ولا يستبعد أي منها، وذلك على عكس الأعوام السابقة حين كانت المشاركة تعني المرور بأكثر من مرحلة حتى يتسنى للناشئ المشاركة وعرض انتاجه مرحلة وراء مرحلة، وان كنت أجد أن حصة التصوير الفوتوغرافي قليلة ومحدودة اذا ما قورنت بالأعمال الأخرى المقدمة المنتشرة على مساحة رحبة من المعرض في حين أن الصور الفوتوغرافية منزوية في ركن بعيد. فيما يرى الفنان التشكيلي عبدالرسول الغائب أن حصة التصوير الفوتوغرافي هي الأفضل، ذلك أنها انزوت في مكان محدد يستطيع المشاهد التأمل فيه بحرية، بينما تناثرت اللوحات الفنية التشكيلية في أمكنة متفرقة، وأمام هذا العدد الكبير من الزائرين لا يمكنك التأمل في أي من اللوحات. وفي الوقت الذي يرى فيه الغائب أن هناك من الأعمال الفنية للفنانين الناشئين تستحق الوقوف عندها باعتبارها تجربة فنية جميلة وخصوصا تلك المتعلقة بالفنون الحرفية يشير أيضا الى وجود أعمال افتقرت إلى اللمسة الجمالية المستقاة من الطبيعة نفسها بمعنى أن الكثير من اللوحات التشكيلية تبدو كأنها مرسومة وفق نموذج مصور. من جانبه يؤكد الفنان التشكيلي والمسرحي عبدالله يوسف أن أكبر نتيجة ظهر بها هذا المعرض هو قدرته على كسر حاجز الخوف لدى كثير من الفنانين الناشئين الذين كانوا يترددون كثيرا في المشاركة في المعارض السابقة خوفا من عدم قبول أعمالهم وهم اليوم يقدمون على المشاركة في هذا المعرض، وهم بذلك استطاعوا التغلب على هذه المشكلة التي تعني امكان مشاركتهم في المعارض المقبلة، وهم بذلك يضعون تحديا جديدا أمام الفنانين المعروفين إذ إن في وجود هذه الأعمال التي يقدمها الفنانون الناشئون اشارة الى مدى تقدم التجارب الفنية المعروفة. ملاحظة أخرى يبديها الأكاديمي ابراهيم نتو حين يضع علامة استفهام كبيرة على أسعار اللوحات المعروضة بقوله «من المؤكد أن الفنون لا تقدر بثمن ولكن من المهم أيضا السؤال عن مدى رغبة الفنان مبدع هذه اللوحة في أن يراها مقتناة، فما أجده أن أسعار بعض اللوحات مبالغ فيه كثيرا ولا يمكن أن يخدم عملية بيعها»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً