العدد 746 - الإثنين 20 سبتمبر 2004م الموافق 05 شعبان 1425هـ

رسامو الكاريكاتير السوريون يعانون مثل زملائهم العرب من الرقابة

رسام الكاريكاتير السوري حسام وهب:

يعتبر فنان الكاريكاتير حسام وهب من الأسماء المهمة في سورية، التي استطاعت أن تتميز بخطوطها وتكويناتها وألوانها التي أعطت تميزاً خاصاً للوحة الكاريكاتير، ولم يكتف وهب بالكاريكاتير، بل تعداه إلى الرسوم المتحركة، لكن روحه بقيت في الكاريكاتير، والمتتبع لأعماله، يجد حضوراً ملموساً للقضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية متضمنة في لوحاته. «الوسط» توقفت في دمشق عند تجربة حسام وهب، فكان هذا الحوار:

ما الذي تعنيه لك لوحة الكاريكاتير؟

- هي الكادر الذي أضع فيه فكرتي، التي بدورها نتاج مجموعة من القناعات والمواقف التي أسقطها لأعالج قضية معينة تمس الواقع المحيط سياسية كانت أو ثقافية أو اجتماعية، فهي أولاً مجال للتعبير، وثانياً لوحة تشكيلية أضع فيها خبرتي في مجال الخط والتكوين واللون.

كيف تقييم مستوى الكاريكاتير في سورية، وما هو موقعه بالنسبة إلى الوطن العربي والعالم؟

- قبل كل شيء لا أملك الحق في تقييم تجربة كبيرة كتجربة الرسامين السوريين، التي تعتبر واحدة من أهم التجارب في الوطن العربي والمنطقة، وأهم ما يميز هذه التجربة من وجهة نظري كرسام، غلبة الرسم لصالح الكلمة وتميز الرسوم بالحركة وانطباعات الوجوه والمعالم المختلفة لشخصيات كل رسام عن الآخر، وتمايز تجارب الرسامين من حيث الأسلوب والخط والتكوين، مع أن الموضوعات المعالجة كانت متقاربة غالباً من حيث تناولها القضايا العربية بمراحلها المختلفة، والاوضاع المعاشية والاجتماعية.

تمتاز لوحاتك بالألوان فيما غالبية لوحات الكاريكاتير بالأبيض والأسود. ما هي دلالات اللون بالنسبة إليك؟

- الاعتقاد السائد بأن الأبيض والأسود هو قضية متعارف عليها في الكاريكاتير، وينسى كثيرون أنها فرضت نفسها لواقع تقني بحت، إذ بدأت لضرورة النشر الصحافي المفروض بالأبيض والأسود وانعدام مقدرة المطابع على النشر الملون حتى وقت قريب، فاعتاد الناس كما اعتاد الرسامون على الرسم بالأبيض والأسود. لكن يبقى الكاريكاتير أحد الأجناس التشكيلية، وبالتالي هو لوحة، سبل التعبير فيها الخط واللون، واللون أداة تعبير إضافية تغني اللوحة وتصبح عنصراً مضافاً إلى الخط والحركة في توضيح الفكرة وسهولة وصولها إلى المتلقي، وتعطي الرسام حرية أكبر في التعبير، هذا بالإضافة إلى أن اللون عنصر جذب محبب إلى عين الناظر حتى ولو اعتاد هذا الناظر على تلقي اللوحة الكاريكاتيرية بالأبيض والأسود.

ما هي العلاقة التي تربط الرسامين الشباب مع جيل الفنانين الذين سبقوكم؟ وما هي المشكلات التي تعانون منها؟

- في حال اتفقنا على تقسيم الرسامين إلى أجيال وهذه القضية مثار نقاش منفصل واختلاف، فأنا شخصيا قبل كل شيء أكن كل الاحترام والتقدير للتجارب الكبيرة التي شكلت ذخيرة بصرية وأسلوب تعبير ترسخ في ذهن المتلقين والمختصين، للرسامين الذين سبقوني، على سبيل المثال ممتاز البحرة، علي فرزات، عبدالهادي شماع. التي تشكل تجربتهم سواء بالعمل أو بتعامل المتلقين مع أعمالهم خبرة بالنسبة إليّ، أتمنى أن أستطيع الاستفادة منها، لكن بالنسبة إلى الشريحة العمرية للتجارب التي تلت، وعلى رغم المنافسة وشعور بعض الرسامين الشباب بالغبن وعدم وجود فرص للنشر، يبقى رسامو الكاريكاتير من أكثر الشرائح الإبداعية اعترافاً بالتجارب التي سبقت، وأعتقد أن كثيراً من هذه الحساسيات تزول في حال وجد هؤلاء الشباب مكاناً للنشر وباباً للتعريف بإبداعهم، بمعنى وجود عدد أكبر من الصحف والمجلات، وهذا مالا يلوح في أفق بلدنا.

وأول المشكلات التي يعاني منها رسامو الكاريكاتير في سورية عدم وجود منابر للنشر من حيث قلة المطبوعات وضيق المجالات المتوافرة للنشر في المطبوعات الموجودة على الساحة، والتعويضات المادية هزيلة جداً، ليس بالنسبة إلى الدول المجاورة فحسب، بل حتى بالنسبة إلى مستوى الدخل في سورية، وهناك مشكلات يشترك في المعاناة منها الرسامون السوريون مع زملائهم العرب واولها الرقابة التي تأخذ اشكالاً سياسية ودينية واجتماعية، واقتصادية.

توجهت أخيراً للعمل في مجال الرسوم المتحركة هل بالإمكان أن تحدثنا قليلاً عن هذه التجربة، ولماذا اخترتها؟

- اتجاهي الى الرسوم المتحركة، كان تطوراً طبيعياً بالنسبة إلى عملي في مجال رسوم الأطفال والكاريكاتير، فقد أحسست بعد فترة من عملي في هذين المجالين أن الكادر الثابت لا يلبي كل الرغبات الموجودة لدي من التعبير عن الحركة واللون، لذلك بدأت الاهتمام فعلياً بالرسوم المتحركة وبالتجارب الفردية التي طورتها، وبالعمل مع كادر جماعي على أصول العمل المهني طورت خبرتي في مدة قليلة، ثم بدأت العمل في مشروع قيد الإنشاء وأنتجنا اول عمل متكامل في كتابة السيناريو وتصميم الشخصيات والإخراج، وانتهيت أخيراً من عمل للتلفزيون السوري بإنتاج ست حلقات من مسلسل عن شخصيتين طريفتين للأطفال خلافاً للشخصيات والمواقف العنيفة التي نشأنا عليها فيما تقدمه الرسوم المتحركة الغربية.

تعتبر التجربة السورية على رغم حداثتها مهمة في مجال الكرتون هل بالإمكان أن تقدم لنا فكرة سريعة عن هذه التجربة؟

- بدأت التجربة فعلياً بمحاولات قام بها فنانون مختلفون، اولها الفيلم السينمائي الأول للفنان موفق قات «حكاية مسمارية»، أتبعها بمجموعة من أفلامه القصيرة الأخرى، التي حازت على مجموعة جوائز عربية. تابعت التجربة مجموعة من الشركات الخاصة كان أبرزها أول فيلم روائي عربي طويل للرسوم المتحركة (الجرة) أنتجته شركة النجم، وهو ما فتح بوابة عملية إنتاج لهذا النوع من العمل مستمرة سواء في القطاع العام (المؤسسة العامة للسينما، والتلفزيون السوري)، أو شركات القطاع الخاص السورية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً