قال رئيس حزب العمل الاسرائيلي، شمعون بيريز، انه على قناعة بان اتفاق اوسلو هو احد الانجازات السياسية الكبيرة التي حققتها «اسرائيل»، وسيتم تنفيذه من دون شك لانه لا بديل له، وذلك خلال مقابلة معه في الذكرى السنوية الحادية عشرة لتوقيع اتفاق أوسلو.
وقال بيريز انه يجري الحديث الآن عن خطة فك الارتباط، لكنها تشمل امورا كثيرة تذكر بتلك الايام، مثل مظاهرات اليمين ضد رئيس الحكومة، معتبرا ان خطة فك الارتباط هي استمرار لاوسلو في نهاية الامر، وقال «لقد فعلنا شيئين في اوسلو: اعترفنا بالشعب الفلسطيني، وفضلنا منظمة التحرير الفلسطينية على حماس، ولكن لا شيء في الحياة كامل وانه من المستحيل صنع السلام مع حماس والجهاد الاسلامي، لأن اعتباراتهم دينية وليست قومية فحسب، اما منظمة التحرير فهي حركة وطنية.
وقال انه من ناحية الفلسطينيين هناك عنوان فلسطيني وعلى رأسه عرفات وقد صنع امرا لم يقم به اي زعيم عربي من قبل، ولا يهم هنا اذا كنا نهزأ منه او نتجاهله، وانه باستثناء الشريك فاننا بحاجة الى خريطة، وعلينا الاختيار بين اثنتين، اما خريطة 1948 او خريطة 1967، وقد وافق عرفات على خريطة 1967، لكن الجميع ينسى هذا وان عرفات اعلن انه يعترف بدولة «اسرائيل» وانه يجب وقف الارهاب وصنع السلام بالامكان الاستهتار بهذه الاقوال، وباقوال شارون ايضا، لكن ثمة ثقل للاقوال حتى لو تعقدت الامور بعدها.
عرفات قتل قياديي حماس
وقال بيريز ان الطرفين، الاسرائيلي والفلسطيني، لم يحاربا الارهاب وكان لدينا باروخ غولدشطاين الذي اقترف المذبحة في الحرم الابراهيمي بالخليل، وكان هناك خرق من جانب «اسرائيل» لاتفاق وقف اطلاق النار، وهذا ما ننساه نحن وان ذاكرتنا انتقائية بعض الشيء، بعد ذلك عرفات لم يسيطر على حماس، لكنه حارب حماس في العام 1996 وقتل 20 من قادتها واعتقل ألفا منهم وحلق ذقونهم وجمع السلاح. ومن توقع ان يحدث مثل هذا الامر؟ بعدها تبدلت الحكومة عندنا، في العام 1996 عندما صعد بنيامين نتنياهو الى رئاسة الحكومة.
وقال بيريز ان الليكود تبنى اوسلو ولم يلغه ابدا وان الحملة الاعلامية التي خاضتها احزاب اليمين الاسرائيلية ضد اليسار الاسرائيلي بسبب اوسلو تنطوي على الكثير من التملق، وان الليكود هاجم حزب العمل لكن شارون ونتنياهو التقيا عرفات ولا فرق اذا كانا قد صافحاه ام لا. ونتنياهو اعاد الخليل وكانوا في الليكود حذرين من عدم الغائه ولقد طبقوا اتفاق اوسلو ومازالوا يعرضونه في الانتخابات حتى يومنا هذا، ماذا تعني خطة فك الارتباط؟
واعلن بيريز ان اوسلو كان اتفاقا صحيحا، شجاعا، من دونه ما كانت هناك نقطة بداية، ليس من ناحية الشريك ولا من ناحية الخريطة للانسحاب الاسرائيلي.
وفي رده على سؤال عن ان شرائح واسعة من الاسرائيليين يعتبرون اتفاق اوسلو فشلا للسياسة الاسرائيلية قال بيريز انه مضى على توقيع الاتفاق 11 عاما وهذه فترة غير طويلة من الناحية التاريخية، ثم تساءل، وماذا تكون خطة فك الارتباط؟ اليست استمرارا لاوسلو.
وأوضح ان الليكود قرر الانسحاب من غزة وازالة المستوطنات التي بنوها هل هناك اعتراف اكبر من ذلك بالخطأ؟ وهناك من يتحدث عن ازالة مستوطنات في الضفة الغربية
وخطة شارون الاصلية تحدثت عن ازالة 17 مستوطنة، وان الفرق بين خطة فك الارتباط واتفاق اوسلو هو ان فك الارتباط ما زالت مجرد كلام حتى الآن وان عرفات استحق جائزة نوبل للسلام، التي حصل عليها بعد توقيع اتفاق اوسلو سوية مع بيريز ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين.
وقال ان عرفات حصل على جائزة نوبل لانه وافق على حدود 1967 وأوقف الحرب وانه يعترف بـ «اسرائيل» واليوم تبدو الامور مختلفة، ولكن هل هناك زعيم عربي آخر يمكنه صنع شيء من هذا القبيل وان السادات جاء الى «اسرائيل» لكنه لم يتنازل عن ذرة تراب، وان فشل عرفات هو انه لم يفرق بين العمل السري والحكومة واعتقد ان الحكومة هي استمرار للعمل السري.
ورفض بيريز خلال المقابلة ادعاءات اليمين المتطرف الاسرائيلي فيما يتعلق بمعارضته لخطة فك الارتباط، وقال ان الامتحان الحقيقي لشارون يكون عند بدء تنفيذ الخطة وان شارون ارتكب اخطاء فادحة من خلال المماطلة في تنفيذ فك الارتباط، ووافق على اجراء استفتاء بين اعضاء الليكود وانه طالب مؤتمر الليكود بالتصديق على ضم حزب العمل الى الحكومة. واعتبر بيريز ان اتفاق اوسلو لم يفشل وانما تم ارجاء تنفيذه، وشدد على ان اتفاق اوسلو سيطبق بحذافيره
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 745 - الأحد 19 سبتمبر 2004م الموافق 04 شعبان 1425هـ