البداية الضعيفة لريال مدريد (فريق الأحلام) خلال الجولتين الأولى والثانية من الدوري الاسباني والتي حقق الفوز فيهما بصعوبة على مايوركا ونومانسيا الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز بنتيجة واحدة وهي 1/صفر. هذه البداية المخيبة لفريق يضم أفضل النجوم العالميين على الورق، إذ إنهم لا يقدمون ما يعكس نجوميتهم على أرض الملعب تبعتها هزيمة ساحقة وتاريخية في بداية مشواره الأوروبي أمام فريق باير ليفركوزن الألماني بثلاثة أهداف من دون مقابل. هذه البداية عكست الأزمة الحقيقية التي يعيشها هذا الفريق وأن سقوطه المذل في نهاية الموسم الماضي لم يكن وليد صدفة أو أخطاء من المدرب البرتغالي الشاب كارلوس كيروش كما كان يشاع في تلك الفترة وإنما هي تراكمات كبيرة من جراء السياسة الخاطئة التي اتبعها رئيس النادي المثير للجدل فلورنتينو بيريز، من خلال تركيزه على جلب الأسماء التجارية الكبيرة من دون النظر إلى مردوداتها الحقيقية داخل الملعب.

وعلى رغم الثغرات الكبيرة التي بانت في خط دفاع ووسط الريال خلال الموسم الماضي فإن بيريز أصر على سياسته القائمة على جلب المهاجمين، فتعاقد مع المهاجم الإنجليزي مايكل أوين وأعاد موريانتس هداف دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي من موناكو وهما الآن حبيسا دكة الاحتياط ولم يضيفا إلى الريال شيئاً. والحسنة التي تحسب لبيريز هذا الموسم هي تعاقده مع المدافعين الصلبين الأرجنتيني والتر صامويل والإنجليزي وودغيت لسد الثغرة الواضحة في قلب الدفاع ولكنه لم يحسب حساب الثغرات الأخرى في الفريق وخصوصاً في وسط الملعب الذي بدا تائهاً على رغم أنه يضم أسماء لامعة ولكنها في نهاية عطائها الكروي، وأصبحت عالة على الفريق بدل أن تفيده. الريال في حاجة ماسة في هذه الفترة إلى لاعبين يجيدون الأدوار الدفاعية في منتصف الملعب وصناعة اللعب ويخففون الأعباء عن المدافعين من أمثال الفرنسيين فييرا وماكليلي أو الإيطالي كاتوسو أو الإنجليزي لامبارد وليس إلى مهاجمين يجلسون على دكة الاحتياط.

بيريز في حاجة ماسة إلى تبديل سياسته الحالية، لأن المشكلة ليست في كيروش وإنما في بيريز