في بداية الحرب الأميركية على العراق، اختلفت الولايات المتحدة مع أوروبا وروسيا بشأن مشروعية شن الحرب، إلا أن أميركا وحليفتها التقليدية بريطانيا أكملت درب العدوان وهجمت على العراق. وعلى إثر ذلك أصبحت هناك فجوة واسعة بين «حلفاء المصالح». واستمرت هذه الفجوة إلى ما ينيف على عامين تخللتها محاولات كثيرة من جميع الأطراف للتقارب من جديد، لأن المصالح المشتركة تقتضي ذلك.
لم ينجح في تقريب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا أوّلاً إلا القضية التي فرقتهم في البداية وهي العراق وذلك عندما بدأت أميركا تمنح هذه الدول بعضاً من «غنائمها» بصورة أو بأخرى. والقضايا الأخرى التي زادت في تقاربهم هي تعديل الدستور اللبناني للتمديد للرئيس إميل لحود ووجود الجيش السوري في لبنان. وقضية إقليم دارفور في السودان، إضافة إلى سعي إيران لامتلاك قدرة نووية سلمية. وزاد هذا التحالف قوة عندما قررت روسيا بعد الهجمات التي شنها الشيشانيون في عمق العاصمة موسكو وعدد من الجمهوريات الانضمام إلى حلف محاربة «الإرهاب» أينما كان.
جميع هذه الدول اتحدت، تدفعها عوامل كثيرة أهمها المصالح المشتركة وامتلاك القرار في الأمم المتحدة - التي يفترض أن تكون مؤسسة ترعى مصالح جميع دول العالم وليس المهيمنة منها - وضعف عربي وإسلامي لم يشهد له مثيل.
وأصبح الغرب والشرق يتدخل في سيادة الدول العربية والإسلامية بشكل سافر، فهل سعت دولنا بشكل جدي وعملي لمنع سلب سيادتها على أراضيها وممتلكاتها ودساتيرها؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 743 - الجمعة 17 سبتمبر 2004م الموافق 02 شعبان 1425هـ