أثارت الإجراءات التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً بشأن تعزيز السلطة المركزية مدفوعاً بالمذبحة المروعة التي شهدتها مدرسة بيسلان في أوسيتيا الشمالية قلق الولايات المتحدة، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر: «إن هذه الإجراءات تستدعي طبعاً القلق»، مضيفاً «لذلك سنتكلم بهذا الموضوع مع الروس».
وتابع المتحدث إن واشنطن ترغب في أن تجد موسكو «التوازن الصحيح بين مكافحة الإرهاب والمضي قدماً في الإصلاحات الديمقراطية». ومن جهته وصف مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج عملية تعزيز سلطة الكرملين التي قررها بوتين بأنها «خطوة إلى الوراء» على طريق الشفافية والديمقراطية.
وكان بوتين أعلن الاثنين الماضي وبعد 10 أيام على عملية خطف الرهائن في مدرسة بيسلان في القوقاز الروسي انه سيعزز «بصورة جذرية» السلطة المركزية في روسيا وخصوصاً سيطرة الكرملين على المناطق لضمان «وحدة» البلاد في مواجهة التهديد الإرهابي.
وقال زعيم الكرملين لمسئولين روس كبار إنه يريد تعديل قانون الانتخابات للحد من عدد الأحزاب السياسية وان تكون له السيطرة الكاملة على ترشيح الزعماء الإقليميين. كما أنه سيقيد حركة الأفراد من الجمهوريات الروسية المشبوهة إلى موسكو للحد من تسلل «الإرهابيين».
ويبدو أن الولايات المتحدة التي حظيت بمساندة روسيا في حربها على الإرهاب وخصوصاً بعدما سارت موسكو على نهجها إذ اعتمدت مبدأ توجيه ضربات استباقية لما وصفته بمنابع الإرهاب في أي مكان في العالم، لم تتوقع أن يستخدم بوتين باستخفاف الدعم الدولي ضد الإرهاب العالمي ليقضي على معارضة داخلية باتت ضعيفة ولتعزيز السيطرة على العملية الانتخابية
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 742 - الخميس 16 سبتمبر 2004م الموافق 01 شعبان 1425هـ