مجموعة معطيات سياسية تؤكد أن الحوار الدائر بين وزير العمل مجيد العلوي ووفد الجمعيات الأربع المفاوض هو مجرد «مضيعة للوقت» ولا طائل يرتجى منه أبداً، ومن ذلك تبرع بعض القوى السياسية بتقديم البديل عن المقاطعين في انتخابات 2006، وهو خيار مقنع بالنسبة إلى الحكم على ما يبدو، لأنه يريد واجهات سياسية، حتى لو فقد خيار الناس في دفعهم بهذا المشروع إلى الأمام، والسؤال: لماذا لا تتراجع الجمعيات المقاطعة لمواقعها الخلفية قبيل الحوار، وتترك عملية الحوار غير المجدية وراء ظهرها، لتكون قادرة على تفعيل خياراتها الحقيقية وسط جماهيرها وقواعدها، وأدواتها السياسية المعتادة، فالمعارضة في ساحتها أقوى إذا كانت ساحة الآخر «سبخة».
إن مجرّد التفكير في أن الحوار مع السلطة يستهلك من طاقة المعارضة من دون أن يعطيها أية نتيجة تذكر، يوصلنا إلى نتيجة أخرى، وهي أن هذا الاستهلاك يسمح باختراق الأفكار والقوى المضادة للمعارضة بأن تتحرك في وسط قواعد المعارضة بعد أن غادرتها، وهذا تحديداً ما يراهن عليه الحكم من خلال سعيه لجعل عملية الحوار عقيمة، وتحريك البدائل في ظل خواء مواقع المعارضة للدخول في أي استحقاق مقبل، ولهذا كله، يجب على المعارضة أن تتراجع إلى مواقعها الخلفية قبل فوات الأوان.
إذا كانت نقطة الصفر هي الخيار الأوحد في ظلّ انعدام الخيارات الأخرى، فلتكن العودة إليها ليكون الانطلاق منها، ولن تكون هذه مراوحة أبداً، بمقدار ما هي حماية ضرورية للمواقع والمكتسبات، والوقوف على أرض صلبة في الدفاع عنها، ولكن معلوماً للجميع أن مساحة الانفتاح السياسي لها ضرائب سياسية، أولها: أن حرية الحركة والمناورة متاحة للجميع، وقبل أن تعي وتهضم السلطة هذا الدرس، على المعارضة أن تعيه وتهضمه قبلها إذا كانت تريد تحقيق المزيد من المكتسبات والحقوق لشعبها
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 742 - الخميس 16 سبتمبر 2004م الموافق 01 شعبان 1425هـ