الطفيليات هي الكائنات الحية التي لا تستطيع إعالة نفسها؛ ما يضطرها إلى العيش على ما هو أكبر منها... ومن الطفيليات مثلا «القمل» و «القراد»، وقد ورد في القرآن الكريم أن الله يبتلي المجتمعات أحيانا ببعض من ذلك في الآية «فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع» (الأعراف: 133).
«الطفيلي» ربما يُعرف بأنه شخص يأكل على طاولات الآخرين، فقد تراه يأكل من طاولة «حقوق الإنسان»، بحجة أنه يعمل في «مراقبة» الحقوق، ولكن تعرفه من طبيعته أيضا لأنه يعيش مثل القمل أو القراد على امتصاص الدم أو على فضلات الطعام بشكل مقزز وغير خجول... ذلك لأن الطفيلي بطبيعته لا يستطيع إعالة نفسه ولا يستطيع العيش خارج من هو أكبر منه حجما ووزنا، فتراه يدخل أيَّ مكان من دون استضافة، وتراه يحتسي أيَّ سائل ويأكل أية بقايا من أية مادة مهما كانت رائحتها... فمهمته «مراقبة» كل «ملليمتر مربع» لينقضَّ عليه وابتلاع ما يمكن ابتلاعه.
«الطفيليون» تراهم يلهثون للصعود إلى القمة وإلى الهاوية في الوقت ذاته... وتراهم يختبئون خلف مسميات حتى هم أنفسهم لا يصدقونها، فحالهم التعيس مكشوف أمره في كل مكان، ومرضهم النفسي مزمن، ولا توجد وسائل علاج سهلة.
فالطفيلي لا ينمو عندما تكون هناك نظافة وشفافية وحقوق إنسان، ولذا فإنه عندما يختلط الحابل بالنابل تراه يتحرش بأية جهة لا تشبهه في عدم استقامته، فلعله يحصل من هذا التحرش على مزيد من السوائل والبقايا المتناثرة على الموائد التي يبحث عنها باستمرار.
إن نمط حياة الطفيليين علامته الجشع... وعليه، سترى أن وتيرة البعض تزداد عندما يتجاهلهم المجتمع، فتراهم يصدرون البيانات لتنبيه الآخرين بوجودهم، فعسى ولعلَّ يكون لهم شيء مما يوزع هنا وهناك. فالبطون الطفيلية لها نهم خاص وتوق شديد للحصول على المزيد من أيِّ شيء، حتى لو كان ذلك يسبب آلاما للمجتمعات الإنسانية.
ولعلَّ بعض الطفيليين يعتقد أن تبجُّحَهُ في الداخل أو الخارج بـ «مراقبة حقوق الإنسان» سيوصله إلى ما يريد، ولا يعلم أنه لم يعد في عالم اليوم مكان محترم له ولأمثاله، ولذا فإننا نرى محاولته البائسة لتناول موضوعات تخص أهل البحرين أو غير أهل البحرين عبر بيان أصدره أمس، وهو بيان يشير إلى البؤس الشديد والمستوى المتدني الذي نزل إليه الطفيليون في التعامل مع الآخرين.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2376 - الأحد 08 مارس 2009م الموافق 11 ربيع الاول 1430هـ
