استوقفني خبر نشر في إحدى الصحف العربية يقول على لسان مراسل الصحيفة إن «فرنسا فوجئت بمدى تمسك المسلمين بهويتهم وقيمهم الاجتماعية وسيادة بلدهم فرنسا وذلك من خلال إدانتهم لخطف الصحافيين الفرنسيين في العراق فبدلا من وضعهم في الكتلة التي تنمو على هامش المجتمع الفرنسي أصبحوا الآن في موضع الكتلة التي تشكل جزءا من هذا المجتمع».
هذه المعلومة قد تثير تغيرات حقيقية داخل المجتمع الفرنسي إزاء مواطنيها المسلمين من ذوي الأصول العربية والإفريقية الذين كانوا مهمشين على الدوام وهو ما قد يعبر عن بدايات لكسر الطوق العنصري الذي لايزال يعصف بأطراف داخل هذا المجتمع.
فبسبب أزمة احتجاز الصحافيين فرض مسلمو فرنسا أنفسهم بصفتهم فرنسيين لا دخلاء... بل بالعكس فقد أسمعوا أصواتهم عبر تأكيدهم لهويتهم وانتمائهم الفرنسي أولا لا ثانيا أو ثالثا.
فما حدث في الأسابيع القليلة الماضية كشف حقيقة المبادرة الصادقة لمسلمي فرنسا مع مختلف توجهات المجتمع الفرنسي إذ اثبتوا أن الاعتراض على قرارات الدولة فيما يخص بقانون الرموز الدينية كان مجرد تعبير للرفض الذي يتناقض مع مبادئ الحرية الشخصية وليس القصد منه النيل من مبادئ وقيم الجمهورية العلمانية.
في حين أن أزمة الصحافيين أوضحت هي الأخرى حقيقة الانسجام الذي أوجده الموقف الفرنسي الرافض للحرب الأميركية على العراق مع مسلمي فرنسا إذ إنهم وجدوا لغة تتكلم نيابة عنهم بالحق الدولي والقانوني وذلك بعيدا عن أية نزعة عنصرية أو استعداء.
لذلك فمن المؤكد أن فرنسا الآن تخطو خطوات ايجابية مع مسلميها حتى وان كانت الطريق صعبة تحمل في ثناياها قضايا كثيرة وحلولا قليلة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 741 - الأربعاء 15 سبتمبر 2004م الموافق 30 رجب 1425هـ