في جبال مران في محافظة صعدة اليمنية دارت رحى المواجهات العسكرية بين الزعيم الديني حسين بدر الدين الحوثي والقوات الحكومية. ومع استمرار الأعمال العسكرية ومقتل الحوثي أخيرا غابت حقائق كثيرة بشأن هذه الحركة وهل هي حركة تمرد سياسي، أم أنها حركة مذهبية كما يطرح البعض؟
ففي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمكافحة الإرهاب، وتزامنا مع عودة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من أميركا، برزت قضية الحوثي إلى السطح، إذ بدأت حوادث المواجهات العسكرية في 18 يونيو/ حزيران. وتنحصر الأسباب التي أدت إلى المواجهة في عدد من التهم لخصها وزير الداخلية في الآتي: إن الحوثي أفتى بعدم شرعية النظام الحاكم، وبعدم تسليم الزكاة إلى السلطة، وبأن الحكم مغتصب، وادعى بأنه إمام وأخذ البيعة من بعض أنصاره وأتباعه، كما حرض على فتنة طائفية ومذهبية.
إلى ذلك أفرزت الحوادث عددا من المواقف والآراء المتباينة، وأدت إلى تأزم العلاقات بين الحكومة والمعارضة من خلال تبادل الاتهامات بين الطرفين عبر الصحف ووسائل الإعلام، فالحكومة تتهم المعارضة بتشجيع الحوثي على التمرد، فيما تقول المعارضة إن الحكومة لا تحترم حقوق المواطنة، وإنها تستعمل القوة ضد المواطنين والأبرياء بغرض تصفية حسابات سياسية خاصة.
كما تبقى الآراء والمواقف متباينة وتحمل تناقضات عدة، بما في ذلك موقف علماء اليمن «الزيدية»، الذين أصدروا بيانا قبل اندلاع الحوادث، أكدوا فيه عدم شرعية ما يدعو إليه الحوثي، وبعد اندلاع الحوادث وصمود الرجل في مقاومة الدولة، أصدروا بيانا أكدوا فيه عدم شرعية العمل العسكري ضده.
بعض المهتمين يرى أن حوادث صعدة كشفت النقاب عن وجود صراعات تدور بالخفاء داخل المجتمع وتقوم على أسس مذهبية وفكرية، وأن هناك عمليات تفريخ لحركات مناوئة ضد حركات أخرى؟! أليس هذا هو نفسه الصراع الداخلي في العراق؟!، ترى ما القاسم المشترك بين البلدين والذي أدى إلى حدوث ذلك؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ