أجريت في العاصمة القطرية الدوحة أمس الأول قرعة بطولة الخليج 17 لكرة القدم المقرر إقامتها في ديسمبر / كانون الأول المقبل. وقسمت الفرق المشاركة إلى مجموعتين لثاني مرة في تاريخ البطولة بعد أن اعتمد هذا النظام سابقا في البطولة الثالثة في الكويت العام 1974 ولم يلقَ نجاحا فأعيد العمل بالنظام القديم القائم على جمع النقاط حتى البطولة الأخيرة في الكويت.
يأتي اعتماد هذا النظام في فترة شهدت فيها الكرة البحرينية أوج تألقها وحضورها على الساحة المحلية والإقليمية وتستعد بجهود حثيثة للوصول إلى العالمية من خلال تصفيات المونديال المقبل في ألمانيا 2006. النظام الجديد سيجبر المنتخبات على تخطي الدور الأول في البداية ثم لعب مباراة حاسمة في الدور نصف النهائي تقوم على مبدأ إخراج المغلوب وسيشوبها الكثير من الحساسية المفرطة والأعصاب المشدودة وستحتمل جميع الأمور والحسابات فهي مباراة كؤوس لا تعترف بلغة الأفضل وإنما تعترف فقط بلغة هز الشباك. وستعتمد الفرق الأقل إمكانات في هذا الدور على اللعب الدفاعي المحكم والخشونة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لمنع الفرق الأفضل من التحكم بالمباراة، ثم ستعمد إلى مفاجأتها بهدف خاطف أو جرها إلى الوقت الإضافي وركلات الترجيح التي تتساوى فيها جميع الحظوظ.
مثل هذا النظام لن يخدم منتخبنا في هذه الفترة التي يعتبر فيها الأفضل خليجيا عطفا على المستويات الكبيرة التي قدمها في البطولة الآسيوية الأخيرة في الصين وفي تصفيات كأس العالم. النظام القديم كان يتيح للمنتخب الأفضل أن يتوج بالبطولة من خلال لعبه مع جميع المنتخبات الأخرى وبالتالي إمكان التعويض في حال خسارة مباراة بشكل مفاجئ أو التعادل فيها، أما الآن فيمكن لمنتخب متقلب المستوى أن يقدم مباراة كبيرة في نصف النهائي أو في النهائي ويتوج بالبطولة على رغم وجود منتخبات أخرى أفضل منه مستوى.
النظام الجديد سيعطي البطولة إثارة وتشويقا أكبر وسيُبقي الأعصاب مشدودة حتى المباراة الأخيرة ولكنه باختصار لن يخدم فرص منتخبنا للتتويج بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ