العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ

هموم وأمنيات شبابية...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

أذكر تماماً انه من بعد عودتي من بريطانيا ايام الدراسة والعمل وتحديدا قبل ست سنوات تقريبا كنت قلما وجدت تشكلا شبابيا بالمعنى الذي عايشته ايام الدراسة الجامعية أي العمل الشبابي الذي لا يفرق بين لون وجنسية او بين معتقد اوايدلوجية اوغير ذلك... لا ينظر الى العمل الشبابي من لون وفكر واحد بل ينظر الى العمل بمنظور تعددي للافكار والثقافة التي قد يضيفها كل طالب وطالبة ايا كانوا اوروبيين او افارقة او آسيويين اوغير ذلك.

هذه الاجواء جعلتني انظر الى الامور بصورة مختلفة خصوصا عندما يتعلق الامر بالمفاهيم الانسانية ونبذ الممارسات العنصرية بأشكالها فعليا او كلاميا كون ان الاحترام يبنى على احترام انسانية المرء ولا يبنى من خلال جنسه او لونه او عقيدته او ايديولوجيته... فالانسان انسان... والحقوق هي ذات الحقوق التي يطالب بتطبيقها في أية بقعة من العالم.

هذا المفهوم وغيره للاسف غير مطبق في مجتمعنا البحريني رغم ان الاكثرية تطلقه في شعارات تزايد عليها في اوقات ذروة المطالب الوطنية ايا كان نوعها... وما اكثرها في هذه الايام!

اما اليوم فالعمل الشبابي انطلق على هيئة جمعيات شبابية وفي ايام آبائنا كانت كثيرة ويغلب عليها الطابع السياسي حسب هذا التوجه او ذاك... فهذا التنوع الفكري كان يعكس صورا مختلفة للبحرين وابنائها ما اعطاها صدى طيبا في اوساط الشباب العربي والاجنبي في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

طبعاً وبسبب الظروف التي عاشتها البحرين ابان حقبة امن الدولة ولاسباب يعلمها الجميع فقد ظلت طاقات وافكار الشاب البحريني محاصرة في اطارمحدود... هذا الاطار انجلى على السطح مع حقبة الانفتاح فظهر التمرد والتشدد والضياع والتفاهة في بعض الاحيان بصورة انانية او لا تقبل النقاش مع أي رأي آخر او مسيس تحت فكر الجماعة لا شخصية له.

وهو ايضا ناتج عن الفراغ الكبير الذي يعيشه الشباب في بلادنا حتى اصبح طعماً سهل التأثير عليه في مختلف مجريات حياته كأن يكون متعصبا في آرائه ومواقفه اومعتادا على نغمة الاحباط لعدم تحقيق طموحاته ايا كانت من دون ان نراه يكلف مشقة العناء بالبحث عما هو مناسب له بل هو دائم الانتظار للمعجزة من قبل الآخرين... وقد تكون الصحافة احدى وسائله الحالية التي امتلأت صفحاتها بصور شكواه المتعددة...

وقد تكون الجمعيات الشبابية الموجودة على الساحة حاليا - التي لا تزال تواجه عراقيل كثيرة من كلا وزارة العمل والشئون الاجتماعية ومؤسسة الشباب والرياضة - تعيش ألماً حقيقياً بسبب إلغاء الرعاية اتجاهها وعدم السماح بتشييد مقار لها، والتنافس غير العلني بين هاتين الجهتين الرسميتين فيما يخص وضع وأنشطة الشباب في البحرين.

ايضا الخطى الثقيلة التي تسير نحو موضوع «الاتحاد الطلابي» على مدار ثلاث سنوات والمساعي لفرض وصاية على الاتحاد والتحكم في قواعده عن طريق التعيين لاعضاء التجمعات الشبابية الذين ليسوا بالضرورة يعبرون عن صوت كل الطلبة كون ان الجميع ليسوا اعضاء في تلك التجمعات.

وهذه الهموم الشبابية تناقض ما دعا اليه عاهل البلاد في وقت سابق عبر تأسيس الهيكلة الجديدة التي تحاكي كل الطموحات الشبابية بشتى اطيافها من دون تمييز. فإن كان الجميع يتحدث باسم الديمقراطية التي تلغي الاطراف الاخرى وتنفرد بطرف ولون واحد... فهذه ليست بديمقراطية... لأن الديمقرطية هي ديمقراطية الاصغاء الى الآخر وان كان مختلفا في التوجه... والحقيقة التي لا يريد ان يسمعها البعض او يتجاهلها هي ان المجتمع البحريني لا يمكن ان يقولب في قالب واحد، فهناك توجهات ومذاهب عدة، وعلينا ان نحترم ذلك وان نسعى في خلق اجواء شبابية بمعنى الكلمة، اجواء بعيدة عن التنظير والتسييس اللذين تقوم بهما بعض الجماعات... فالهموم والطموحات مختلفة والزمن قد تغير

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 739 - الإثنين 13 سبتمبر 2004م الموافق 28 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً