التاريخ يعيد نفسه، وشاءت الأقدار مجددا أن يعود ملف التجسس داخل أروقة البيت الأبيض لكن الآن بيد إسرائيلية تتخفى في نسيج هيكل حساس في الإدارة الأميركية وهو وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون». الفضيحة التي هزت حديثا إدارة الرئيس جورج بوش والتي ربما من شأنها أن تؤثر على نسبة مؤيديه خلال الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.

والفضيحة التي من الممكن تسميتها «ووترغيت إسرائيلية» - الشبيهة بالعام 1972 وقيام ريتشارد نيكسون بالتجسس على المقار الانتخابية للحزب الديمقراطي - تدور في فلك علاقة جاسوس إسرائيلي يشغل منصب حساس ومؤثر في رسم السياسة الخارجية بالنسبة لإدارة بوش داخل مكتب معني بشئون الشرق الأدنى وجنوب آسيا وعلاقة العميل لاري فرانكلين في الشئون الإيرانية أمر يثير أسئلة بشان مدى صدقية الذرائع السابقة التي أطلقتها أميركا على إيران وأيضا العراق سابقا.

إذ تشير آخر نتائج البحث عن هوية العميل أنه كان خدم كجندي احتياط في سلاح الجو الأميركي في «إسرائيل» وارتقى إلى محلل معني بشئون الشرق الأوسط، واتهم بنقل أمر رئاسي يتعلق بطهران إلى «تل أبيب» عبر اللجنة الأميركية الإسرائيلية (إيباك). وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المدير السابق لجهاز الاستخبارات الأميركي جورج تينت له اليد الطولى في الكشف عن هويته، إذ كان يلمح في عدة محافل إلى وجوده أمام قادة «الموساد»، على رغم نفي «إسرائيل» مع منظمة ايباك، وسعي مكتب التحقيقات الفيدرالية بتوسعة التحقيق الذي يشمل شخصيات داخل الـ «سي آي أيه» ووزارة الخارجية والبنتاغون وسياستها مع المدنيين وصلتهم بتوريد معلومات سرية لعناصر مشتبه فيهم كالمعارض العراقي السابق احمد الجلبي. جميع تلك الخيوط تغزل في نسيج واحد يطرح سؤالاً بشأن مصير ومستقبل بوش الانتخابي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من أبواب الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جون كيري، لكن يبقى حل اللغز فقط بيد الشعب الأميركي ومزاجه في تقييم أخطاء بوش وتقرير مصيره