ما حققه العرب في دورة سيدني الأولمبية العام 2000 بلغ 14 ميدالية، كانت منها ذهبية واحدة والبقية توزعت بين الفضة والبرونز، أما في الأولمبياد الأخيرة في أثينا فتراجع الحصاد العربي كمّاً ولكنه تحسن نوعاً، إذ حقق العرب 10 ميداليات منها أربع ذهبيات توزعت بين الإماراتي أحمد آل مكتوم والمصري كرم جابر وذهبيتين للمغربي الرائع هشام الكروج.
هذا الحصاد القليل لا يتناسب أبدا مع الآمال الموضوعة قبل الدورة، إذ كنا نمني النفس بأداء أفضل من دورة سيدني، ولكن العكس هو الذي حصل بسبب تراجع عدد الميداليات، وبقي عزاؤنا الوحيد في التحسن النوعي بتحقيق الأربع ذهبيات التي كان للمعجزة المغربية هشام الكروج الفضل الأول فيها. وبعد أفول شمس الكروج ورفاقه الأبطال خلال الدورات المقبلة، نتمنى أن نجد أبطالا مثلهم يحملون الراية العربية ويحققون الإنجازات، وهذا يتوقف بالأساس على وجود المواهب النادرة التي تصنع نفسها بنفسها وتتجاوز واقعها المزري والصعب. فالبلدان العربية تظل عاجزة عن توليد الأبطال باستمرار في ظل غياب الاستراتيجيات المستقبلية والدعم الكافي.
وفي البحرين كان حصادنا الخيبة في أثينا على رغم الزخم الكبير الذي دخلنا به الأولمبياد، والآمال العريضة في ظل وجود الأبطال المتوجين في المسابقات العالمية، والهالة الإعلامية الكبيرة التي سبقتهم. ولو أننا لم نضع الآمال - كما كنا نفعل سابقا - لما أصابتنا خيبة الأمل، ولمرّت الأولمبياد علينا مرور الكرام من دون أن يشعر بها أحد. لكن المسئولين ورجال الإعلام صنعوا لنا أمجادا من لا شيء وأعطونا أملا اكتشفنا أنه فارغ في نهايته، وبقي السؤال المحيّر: من المسئول عن هذا الإخفاق الذريع، ومن المسئول عن خداعنا قبل الأولمبياد، ومن المسئول عن المبالغ الكبيرة التي صُرفت وذهبت أدراج الرياح؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 725 - الإثنين 30 أغسطس 2004م الموافق 14 رجب 1425هـ