شركة شلومبيرغير (Schlumberger) هي إحدى الشركات المتخصصة في أنشطة نفطية متعددة وهي من بين الشركات الرائدة المدرجة على لائحة بورصة نيويورك، ولديها مكاتب في نيويورك وباريس وبلغ دخلها في العام 2003 ما يربو على عشرة ملايين دولار. ما يهمنا من أمر هذه الشركة أن لديها برنامجاً أطلقت عليه اسم (SEED) وهو اسم مختصر لمشروع ناجح كبير يعرف باسم (Schlumberger Excellence in Educational Development) تفوق شلومبيرغير في تطوير التعليم. لهذا المشروع موقع خاص به على الإنترنت متعدد اللغات ومن بينها العربية. من الواضح أن المشروع مكلف، وهو لا يتوخى الربح كما يقول الموقع، وتدل على ذلك مكوناته التي من بين أهمها: مركز SEED للعلوم الذي صمم للاستخدام من قبل الشباب المهتمين بالعلوم والتكنولوجيا. وعلى رغم أن الموقع ليس مجهزا بشكل خاص للاستخدام في المدرسة، فإن هناك وفرة في المواد التي يمكن للمدرس وطلابه استخدامها ضمن برنامج علمي، وتجارب وأنشطة يمكن تنفيذها في غرف الصفوف الثانوية أو المختبر. كذلك هناك وصلة «اسأل الخبراء» التي تبيح للزائر، عبر مركز SEED للعلوم، المشاركة في المناقشات مع علماء ومهندسي شركة شلومبيرغير بشأن المقالات والأنشطة الموجودة في الموقع.
وعندما يرغب الزائر في استكشاف أحد المواضيع بشكل عميق مع أحد الخبراء. فسيجد خبراء SEED مستعدين لمساعدته في المشروعات الجارية، والتي قد تنشر نتائجها في مجلة SEE.
مما لاشك فيه أن بعض النتائج غير المباشرة من بناء الموقع ستكون لها انعكاسات إيجابية على انشطة الشركة ومن ثم أرباحها، وهذا أمر لا ينبغي استهجانه طالما أن المصلحة الخاصة للشركة تطابقت مع المصلحة العامة للبلاد. فمن خلال مثل هذا التطابق تتحقق الأهداف المشتركة للنمو والتطور لكلتا المصلحتين. كثيرة هي الشركات العربية التي تجني ملايين الدولارات سنويا من جراء عملياتها في المنطقة العربية، لكن نسبة ضئيلة منها تمتلك بعضا مما تمتلكه شلومبيرغير من حيث الرغبة في خدمة المجتمع وتطويره.
بقدر ما ندعو شبابنا الطموح إلى زيارة موقع SEED (http://www.seed.slb.com/) للتفاعل والاستفادة كذلك ندعو شركات ومؤسسات النفط العربية التي تحقق أرباحا خيالية من أنشطتها في أسواق النفط، إلى أن ترصد نسبة ضئيلة من أرباحها لمثل هذه المشروعات الرائدة وذات المردود الإيجابي على تطور البلاد وتقدمها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 725 - الإثنين 30 أغسطس 2004م الموافق 14 رجب 1425هـ