أيبكي الشجر؟!
أم أنه الندي يتّحدر
من وجنة القمر؟!
أيبكي الشجر؟!
أم أنها الأسرار
تقشّر فستق الضجر؟!
تناثرت الأشواق
والغصن موجوع
يتلو
ما تيسّر من وصايا البعد
في قلب النهر
كسل الرفاق
هل تكاسل الرفاق؟!
أم أنه الطحين ينقّى
من حصى الغيرة
ليعجن... خبز الفراق...!
هل تكاسل الظل؟!
فنام عن قامة البعد... وتاه!
ما للمقهى الجميل ينوح؟!
ما للكراسي تبتئس
بالقصي من الجروح؟!
ما لأحجار الطريق تكابد الأفق ولا سماء
هل تكاسل الحنين
وغص... بالاصدقاء؟!
أصابع تؤجل البحر
أصابع تنوء من بعيد
لا أكاد أرمقها
إلا ونويت الرجوع
أصابع
تنوء من بعيد
ترتعش من فرط وصاياها...
تؤجل البحر
موشومة بالوطن الجميل
أصابع
لا تكف عن البكاء
لا تكفيها المناديل
ولا شجن
الأحبة عند اللقاء
رماد يؤلّف وجع المكان
مازال
النصل يئن من وجع الرحيل
ما يزال
يقرأ رماد الرسائل
مازال
يسترسل في السرد
يحتال على الحزن
كي يمنح الصلاة... لهفتها
مازال يغامر... بلا أجنحة...
كي يليق بوحشة هذا الليل
مازال
يؤلف وجع المكان
يؤثّث القلب بفداحة الألم