في طهران تلقى خبر إعدام إخوته وأبنائهم وأبناء عمومته وأرحامه دفعة واحدة في مراكز الأمن العراقي تضييقاً عليه، فاستمر وأسس «فيلق بدر» العسكري، الذي أعده للتحرير، ولكن لم يشارك في القتال حتى لا يكون إلى جانب المحتل، واختار أن يقوم بدوره الديني والمدني بعد أن وصل إلى العراق معلناً انحيازه ورغبته في مشروع وطني عراقي تعددي ديمقراطي يحترم الإسلام كمكوّن ثقافي وكفقه للحياة.
ذلك هو السياسي السيد محمدباقر الحكيم، وفي ذكرى استشهاده، نسأل أين التحقيق الذي وُعدنا به بعد الجمعة الأسود في الأول من شهر رجب من العام الماضي، ألم ينتهِ بعد؟! أم أن القائمين عليه اعتقدوا أن الأمر سينسى في خضم ما يحدث في النجف الأشرف؟!
قُتل! لأن النجف هي المقصودة، إذ تحولت عملياً إلى دور الرقابة والاحتجاج والاعتراض على الاستبداد والظلم والتخلف... ما جعل نظام الاستبداد الأمثل أو الأسوأ، يلتفت إلى موقعها ويفكر في إلغائها. إذاً المطلوب زعزعتها والانطلاق منها إلى ما تبقى من العرب غطاء للجريمة المنكرة في فلسطين المهجورة عربياً. إذاً، فالذي قتله يقصد إضعاف العراق وتشتيته ومنع التئامه وزرع الفتن بين كل جماعاته.
من قتله؟ والكلام ليس كلاماً قضائياً؟ لكن ألا تستحق المراكز الدينية بما لها من ثقل وأثر أن تتوافر لها الحماية؟ ولماذا لم يحمّل المحتل المسئولية بما أن الأمن مسئوليته، وإلا فما هي مسئوليته؟ لماذا لم يترك العراقيين يتدبرون أمرهم وأمنهم؟ محمدباقر الحكيم والنجف قد تكونان نقطة لتقاطع بين أطراف متعارضة... بين أذكياء وأغبياء، بين سياسيين محترفين وأيديولوجيين مهووسين... ولكن كيف نحتاط لمستقبل العراق ومستقبل العرب والمسلمين في العراق؟ لابد من احتضان عربي إسلامي للعراق، إن أريد لوحدة عربية إسلامية أن تقوم
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 724 - الأحد 29 أغسطس 2004م الموافق 13 رجب 1425هـ