العدد 724 - الأحد 29 أغسطس 2004م الموافق 13 رجب 1425هـ

ماذا يجري في المعسكرات

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

ما أحلاه من حلم تحقق أخيرا، وبعد جهد جهيد، وبعد سنوات طوال، لقد كان جميلا ما حققه الأسطورة عندما تخطى خط النهاية رافعا يديه غير مصدق، وهو الذي كان قاب قوسين أو أدنى منها في السنوات الماضية. حقيقة سعدت عندما حصد الكروج هذه الميدالية فكأنه يلعب باسمنا ويحمل رايتنا ليحامي عنها. وعلى عكس ذلك كان الإخفاق الكبير من ناحية عدائي البحرين، فلقد خيب لاعبو ألعاب القوى ظننا في تحقيق أية ميدالية مهما كان لونها، وهم الذين وفر لهم كل شيء من أجل ذلك، وعوملوا كما لو كانوا أبطالاً متوجين سلفا، وهذا ما كشفته التقارير التي نُشرت عنهم قبل بدء الدورة الأولمبية، فقد هيئ لهم كل ما يحتاجونه من تقديم صورة ناصعة البياض عن لاعبي المملكة. كانت الروح القتالية المطلوبة في لاعبي ألعاب القوى معدومة لدى لاعبي المملكة وهم يركضون، فمنهم من انسحب قبل منتصف الطريق، ومنهم من اختفى تماما وهو الذي قدم جديدا ناصعا حاملا رقما آسيوياً، ومن ما توارى خلف العدائين. معروف أن التبريرات عن الإخفاقات موجودة سلفا، وستكون كما هي في كل إخفاق وهو أن العداء لم يكن في مستواه المعهود، وأنه كان مصابا قبل السباق ولم يكن قادراً على الإكمال. لا أدري ماذا كان يفعل اللاعبون في المعسكرات التي كانوا فيها، فهل كانوا يمرحون، أم كانوا يتسامرون، أم كانوا يظنون أن الفوز حليفهم فلم يبذلوا أي جهد؟! كيف لنا أن نفسر للجمهور البحريني الإخفاق تلو الإخفاق الذي حققه لاعبو القوى في الأولمبياد؟! لقد كانت التقارير التي سبقت البطولة تشعرنا بأننا على منصات التتويج حتما لا محالة، وأن الأرقام القياسية التي حققها أولئك العداءون ستكون فاتحة خير علينا للوصول على أقل التقادير إلى الميدالية البرونزية.وحقيقة أضحكتنا الأخبار الواردة من أثينا من أن العدائين يكتسبون من خلال هذه المشاركة الخبرة وهم الذين لا تقل أعمارهم عن الخامسة والعشرين، والتحضير إلى الدورة المقبلة في بكين الصينية، أليس هذا العمر كافيا لكسب الخبرة قديما؟ لماذا لا نأخذ السباح الأميركي نموذجاً لما نقول، وهو الذي حقق ثماني ميداليات منها ست من الذهب الخالص وهو لم يتعد عمره التاسعة عشرة؟! ودعونا نبحث ما حدث في معسكرات اللاعبين فنادية الجفيني قدمت إلى أثينا من معسكرها في المغرب، لكنها في السباق انسحبت من منتصف الطريق للإجهاد الذي ظهر عليها، أو العداء رشيد رمزي الذي جاء من معسكر المغرب أيضا وبدا تعبا في اللحظات الأخيرة من السباق، وعلل خروجه بسبب الإصابة، وإلى يوسف كامل الذي قدم من معسكر كينيا وظهر متهاونا في السباق وهو في مقدمته حتى أصبح في المراكز الأخيرة، وكذلك الآخرون. لقد وفرت المؤسسة العامة المعسكرات الجيدة للاعبين من أجل تحقيق الإنجاز الأولمبي، لكن الذي حدث من إخفاق جعلنا نقول إن هذه المعسكرات لم تكن لتقدم شيئا جديدا، وها هم اللاعبون عادوا إلى معسكرهم للدورات المقبلة عسى أن يفيد شيئا

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 724 - الأحد 29 أغسطس 2004م الموافق 13 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً