العدد 724 - الأحد 29 أغسطس 2004م الموافق 13 رجب 1425هـ

الكارثة الوطنية ودور «الإذاعة» و«الداخلية»

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في خضم الكارثة الوطنية التي حلت علينا فإن أبسط إجراء يتخذه الوزير المسئول هو تقديم استقالته على طاولة مجلس الوزراء، وإلاّ هل يعقل أن تجبي وزارة الكهرباء الأموال والضرائب الطائلة ومن ثم يتم التصدق علينا كمواطنين بقليل من الطاقة الكهربائية المتقطعة.

الموضوع لا يحتاج إلى وصف أكثر مما وصفه الزملاء الصحافيون، ولكن ثمة رأي يحتاج إلى نقاش موسع حوله وهو سوء التخطيط في الوزارات المختلفة، فمشكلة بقدر هذه القضية المستعصية لم تجد لها حلاً منذ أمد بعيد ماذا يعني ذلك؟ بكل بساطة: سوء تخطيط. وهذا الخلل الجسيم الذي سبب هذه الكارثة والذي رمت به الوزارة على محطة «ألبا» وكأن محطة ألبا وهي جماد وغير ممكن محاسبتها، نحن نريد مسئولين تتم محاسبتهم على أعمالهم وليس جماداً كمحطة ألبا! وهكذا أرادت إذاعة البحرين، وفي الحقيقة لا أعرف اسم المسئول عن هذه الإذاعة وكيف له أن يبث أغاني الأعياد الوطنية في هذا الظرف الكئيب، فبعد كل شريط إذاعي، وبدلاً من أن تتم استضافة المحللين للإدلاء بدلوهم في هذا الخصوص، نرى الإذاعة وقد ركزت جل اهتمامها على الأغاني الوطنية وأغاني العيد الوطني! فهل هذا وقت فرحة أم حزن؟

المسئول عن بث هذه الإذاعة عليه تقديم اعتذاره للشعب البحريني عن إذاعته الأغاني الابتهاجية في مثل هذا الظرف العصيب، ولكن هذا هو التخبط الذي اعتاد عليه المسئولون العرب. وأذكر ما قاله الشيخ كشك حينما تم جز رقبة علم من أعلام العصر سيد قطب، يقول كشك: «بعد إذاعة نبأ إعدام سيد قطب قدمت إذاعة الثورة للشعب أغنية: آدي الربيع» ! وهؤلاء المسئولون لا يكترثون لحال الشعوب ومعاناتهم، وعلى رغم قيام الرجل التنفيذي الأول في البلاد سمو رئيس الوزراء بجولات مكوكية للوقوف على آخر المستجدات، وقام بزيارة وزارة الداخلية للوقوف على المشكلة عن قرب واستعدادات الوزارة على أرض الواقع، نجد إذاعتنا تسيء إلى جولات المسئولين، وبدلاً من أن تآزر الناس وتواسيهم في هذا المصاب الجلل، نجدها تطبل وترقص فرحاً بما حل بالشعب من كارثة وطنية! ولكن ما يلفت النظر، هو ما قامت به وزارة الداخلية من جهود جبارة في تنظيم سير المركبات على الطريق، وكذلك قيام الدفاع المدني بمهمته كاملة مع من حشر في المصاعد الكهربائية، ولوددت أن أصافح جميع رجال المرور والشرطة على روحهم العالية واستبسالهم في خدمة الناس، وهذا هو دور وزارة الداخلية حقاً، وليس مطاردة الناس والتنصت على مكالماتهم كما كان سابقاً، وتبقى بعض الأماني لدى جمهور المواطنين. ولعله من قبيل المصادفات أن يكون موضوع الزاوية ليوم الاثنين الماضي حول توظيف البحرينيين في سلك الداخلية والدفاع والحرس الوطني، والذي هاتفني حوله مدير مكتب وزير الداخلية العقيد رياض عيد وطمأنني بأن وزارة الداخلية ماضية في توظيف البحرينيين (من أبناء الطائفتين) في سلك الأمن العام، وإن الدفعة الحالية كلها من البحرينيين، وحول الزاوية ذاتها هاتفني أيضاً من العلاقات العامة الملازم الأول محمد القوتي ناقلاً تحيات الوزير ومطمئناً حول الموضوع ذاته، فناقشته كثيراً عن مداخل ومخارج البلاد وضرورة بحرنتها. ومن المعلوم أن تراكمات السنين الماضية في الوزارة المذكورة تحتاج إلى جهود مضاعفة من الفريق الجديد الذي يمسك بزمام الأمور في الوزارة حالياً. وتبقى جهود وزارة الداخلية في هذه الكارثة الوطنية هي العلامة البارزة على أهمية تطبيق شعار الشرطة في خدمة المجتمع أو الشعب، ونتمنى من وزارة الدفاع ومن الحرس الوطني البدء في عملية بحرنة وظائفهما كما بدأت وزارة الداخلية بذلك، وتراكمات السنين الماضية تحتاج لجهود مختلف مواقع القرار الرسمي والشعبي أيضاً والمجتمع المدني

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 724 - الأحد 29 أغسطس 2004م الموافق 13 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً