بعد أن استقلت الدول العربية من نير الاستعمار الغربي الواحدة تلو الأخرى، بدأت مرحلة جديدة في العالم العربي سميت بمرحلة الحكم الوطني، إذ أصبحت «حكومات عربية» هي التي تحكم بغض النظر عن الملاحظات الكثيرة على هذه الحكومات.

البحرين كانت ضمن هذا السياق إذ استقلت في العام 1971 عن بريطانيا، وبدأت مرحلة جديدة دشن فيها دستور للمملكة من خلال لجنة تأسيسية شارك فيها ممثلون عن المواطنين، البحرين سبقت دول الخليج في محاولات البناء الاقتصادي والسياسي، وكما يذكر المفكر الكويتي عبدالله النفيسي فإن الخليجيين عموما كانوا يأتون للتعلم في البحرين، بدأ النظام البلدي مبكرا وأنشئت الوزارات الواحدة تلو الأخرى بالتزامن مع طفرة نفطية هائلة وقتها، ومن الضروري الآن بعد أكثر من 30 عاماً، أن نرى أين أصبحت البحرين في ركب الدول العربية، مع الأخذ بالاعتبار فوز البحرين بالمركز الأول في مجال التنمية وهو الأمر الذي سجل بعض الاقتصاديين ملاحظاتهم بشأنه، واقع التطور الآن في دول قريبة منا كقطر والإمارات العربية المتحدة يثبت أن البحرين ليست في المقدمة، ومنذ أيام شهدنا انقطاعاً كهربائياً عاماً، ووزير الكهرباء سيطلب أكثر من مليار دولار لتجديد شبكة الكهرباء القديمة فهل نحن في العام 1971م، أم في 2004؟، هل هذا حصاد البناء؟، تجربتنا التنموية بحاجة إلى مراجعة نقدية جادة، وإلى رؤى جديدة، وليس خيالا أن نقول إن الحكومة تتحمل المسئولية إذ إن الانقطاعات كانت متكررة، فما جرى يوم (الاثنين) هو ان الانقطاع كان عاما فقط، المشكلة ان بعضنا يشتغل الآن في الترميم والتلميع، ولا يقبل بطرح الأسئلة باعتبارها مضرة بـ «التنمية»، الدول الأخرى لم تتقدم إلا بالنقد والمراجعة وليس بالسكوت عن الأخطاء وتصويرها بعد أيام باعتبارها إنجازات